الموضوع
:
إنتقام مشعوذ
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
0
المشاهدات
3097
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
المشاركات
850
+
التقييم
0.17
تاريخ التسجيل
Jul 2011
الاقامة
البيضاء / ليبيا
رقم العضوية
10226
09-21-2011, 01:14 AM
المشاركة
1
09-21-2011, 01:14 AM
المشاركة
1
Tweet
إنتقام مشعوذ
( انتقام المشعوذ )
[justify]قال المشعوذ : الآن سيداتي وسادتي ، وبعد أن تأكدتم أنه ليس ثمة شئ على قطعة القماش ، سأظهر لكم حوضا فيه سمك أحمر .. واحد ، اثنان ، ثلاثة !
وصاح كل من في القاعة : كيف يفعل ذلك ؟
ولكن واحدا خبيثا ، يجلس في الصف الأمامي من المقاعد ، يهمس لجيرانه بقوله : كان الحوض في كم سترته !
ويقول المشعوذ : ولعبتي التالية هي لعبة الحلقات الهندية الشهيرة ، لاحظوا أن الحلقات المنفصلة بعضها عن بعض ، ستتصل جميعا دفعة واحدة ( كلانغ ، كلانغ ، كلانغ ) .. واحد ، اثنان ، ثلاثة !
وتعالى صفير الدهشة من كل الأرجاء ، وسمع الخبيث يتمتم : كان معه سلسلة أخرى متصلة الحلقات .. في كم سترته ! .. وتغضّن جبين المشعوذ .. ثم ما لبث أن قال : سأقدم لكم الآن ( نمرة ) أكثر تشويقا ، وهي لعبة البيض في القبعة .. فهل يتلطف أحد الموجودين بإقراضي قبعته ؟ شكرا يا سيدي .. واحد ، اثنان ، ثلاثة ! .. وراح يتناول البيض من القبعة ، فبلغ العدد سبع عشرة بيضة في غضون نصف دقيقة ، ومما أدهش الحاضرين أيما دهشة .. وإذا بالخبيث الجالس في المقدمة يقول : إن في كمّه قنّا كاملا !
وهكذا كان الخبيث ( يكشف 9 خداع المشعوذ طوال الفترة التي قدّم فيها ( ألعابه السحرية ) فكانت تتعالى همسات مفادها أن المشعوذ يخفي في كميه عدا الحلقات الحديدية ، والدجاج ، والسمك الأحمر ، الكثير من ألعاب الورق ، والخبز ، وسريرا من أسرّة الدمى ، وثورا حيّا من الثيران الهندية ، وقطعة نقدية من فئة نصف دولار ، وكرسيّا هزّازا .
وهبطت شعبية المشعوذ إلى ما تحت الصفر .. وفي نهاية السهرة ، جمع هذا قواه المتخاذلة بغية بذل جهد أخير : سيداتي سادتي ، سأقدم إليكم في ختام هذه الحفلة الخدعة اليابانية التي ابتكرها حديثا مواطنوا ( تيباريري ) .. وتوجّه بكلامه إلى الخبيث الجالس في الصف الأمامي ، قائلا له : هل يتلطف سيدي بأن يناولني الساعة اليدوية الذهبية ؟ .. فقدمها إليه على الفور .. وعندها سأله المشعوذ بنبرة لاذعة : أتسمح لي بأن أضعها في هذا الهاون وأسحقها ؟
فوافق الخبيث مبتسما .. فرمى المشعوذ بالساعة في الهاون ، وتناول مطرقة من مطارق الحدّادين ، وسمع صوت تحطيم ( كراش ، كراش ، كراش ) .. فتمتم الخبيث مطمئنا : لقد أدخلها كمّه .. خلسة ! .. ومضى المشعوذ يقول : والآن أتسمح لي بأن آخذ منديلك وأثقبه ؟ حسنا ، شكرا ، أنظروا ، أيها السيدات والسادة ، ليس ثمة أية خدعة في الأمر .. فالثقوب كلها ظاهرة للعين المجردة .. وأشرقت أسارير الخبيث ، فقد أعجب هذه المرّة حقا ، بسرّ ما يجري أمامه .. والآن ، يا سيدي ، أرجو أن تتفضل بإعطائي قبعتك الحريرية ، وتسمح لي بأن أدوسها بقدمي .. شكرا !
ووضعها المشعوذ أرضا وراح يدهسها ، ثم رفعها أمام الجمهور وأراهم إياها مهشمة ، أبعد ما تكون عن شكل القبعات .. وتوجه إلى الخبيث بقوله : والآن ، يا سيدي ، هل لك أن تنزع عن عنقك قبتك المنشاة ، وتسمح لي بحرقها على نار هذه الشمعة ؟ إني أشكرك يا سيدي .. أأستطيع أن أحصل على نظارتيك لكي أجعلهما حفنة من غبار تحت ضربات هذه المطرقة ؟ شكرا !
وعلت وجه الخبيث إمارات الدهشة والتعجب ، وردّد : آه .. انا في الحقيقة لا أفهم شيئا مما يجري .. وخيّم على المكان صمت عميق ، أعقبه وقوف المشعوذ الذي حدج الخبيث بنظرة احتقار لا مزيد عليه ، ثم قال : سيداتي سادتي ، أود أن أوضح لكم أنني بموافقة هذا السّيد حطمت على التوالي ساعته اليدوية ، ونظارتيه ، وأحرقت قبّته المنشاة ، وهشمت قبعته تحت قدميّ .. فإن منحني فوق ذلك حق رسم خطوط حمراء على معطفه ، أو عقد حمّالات بنطلونه بعضها ببعض ، فإنه يسرني أن أقوم بذلك ترفيها لكم .. أما في حالة الرّفض فإنني أقول لكم أن الحلقة قد انتهت عند هذا الحدّ .
وفي غمرة الموسيقى التي تعالت إذ ذاك أسدل الستار ، ونهض الحاضرون من أماكنهم ، وهم واثقون من أن ثمة خدعا وألعابا سحرية ، على الأقل ليست في أكمام المشعوذين . [/justify]
( ستيفن بتلر ليكوك / بريطانيا )
* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
رد مع الإقتباس