عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2011, 02:09 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عمار عريان

تقول "عزيزي صابر أيوب مع انني من الذين يحبون الخيال ويقضون كثيراُ من أوقاتهم في التخيل والتأمل ألا انني أفضل أن اعتمد المنهجية العلمية. في الأجابة عن السؤال الذي طرحته للنقاش أسمح لي صديقي صابر أن أصرح لأول مرة على منابر أنني أدرس في كلية التربية قسم المناهج في حلب والموضوع الذي طرحته يهمني دراسياً أني لا افهم لماذا يحاول المتحاورون في هذا الوضوعى الفصل بين الخيال والمنهجية العلمية؟ مع ان كل من حاول دراسة التفكير العلمي المثمر عند الأنسان و الذي يوصل إلى الحقيقة يعرف جيداً بأن له اداتان تعتمد أحداهما على الأخرى لتكمل عملها:
- الأولى هي الخيال أو وفق المصطلح العلمي الحدس وتعني ادراك الأنسان للحقيقة مباشرةً وبدون بذل جهد أو هدر وقت
- أما الثانية فهي الاستدلال وتعني المعرفة المسبوقة بالاختبار العلمي والتجربة بحيث أن الاستدلال يعتمد على الحدس في تقديم الفرضية التي يجرب مدى صحتها كما يعتمد الحدس على الاستدلال لأن العالم الذي يقوم بالحدس لابد له من أدراك بعض المعارف قبل القيام بالحدس.
فأن ابن طفيل مثلاً ماكان له ان يضع ذلك التصو ر العلمي التخيلي لو لم يكن قد قام بدراسة الكثير من المعارف المنهجية كما لم يكن للعلماء التحقق من هذا التصورالعلمي منهجياَ لولا أن ابن طفيل قد تخيله برأيي أن الخيال العلمي والعلم المنهجي ليسوا على طرفي نقيض بل متكاملين .


الاستاذ عمار عريان

شكرا على اعادة الروح لهذا النقاش. وشكرا على هذه المداخله الدسمة، والتي عالجت الموضوع بمنهجية علمية جميلة خاصة وانها تأتي من دارس ومتخصص في المجال.

تقول" أني لا افهم لماذا يحاول المتحاورون في هذا الوضوعى الفصل بين الخيال والمنهجية العلمية؟"

في الواقع هي ليست محاولة للفصل بين المنهجين، ولكن لمحاولة تحديد ايهما دوره اهم في ايصال الانسان او العقل الجماعي للحقيقة؟
ثم لو افترضنا ان فلاسفة الطبيعة اليونان، ومن بعدهم ارسطو لم يأتوا بالمنهاج التجريبي الطبيعي: هل كان يمكن للعقل المجرد ان يصل الى الحقيقة من خلال توليد الافكار والحدس والخيال؟

والجواب حتما نعم.

واتصور انه لو لم يكن هناك تجريب ابدا وظل العقل يفكر بصورة مجردة لتمكن من الوصول الى الحقيقة ولا حاجة عنده للتجريب... وربما ان عقول مثل عقل افلاطون وابن طفيل هي دليل على ذلك...والحديث ان ابن طفيل لا بد انه استخدم العلم التجريبي حتى يستطيع ان يتوصل الى استنتاجاته هو حتما حديث افتراضي، والدليل على ذلك ان العلم التجريبي احتاج لـ 1000 عام حتى يستطيع اثبات صحة ما ولده عقل ابن طفيل من افكار، ولذلك لا بد لنا من أن نؤكد على سلطة العقل والخيال العلمي في الوصول الى النتائج. بينما التجريب وفي احسن حالاته يساهم في تنشيط العقل، وفتح ابواب جديده من التفكير، لكن تظل السيادة للخيال العلمي في الوصول الى الحقيقة .

وربما ان الحدس يشكل مظهر من مظاهر قدرة العقل الخارقة لكن الاهم من ذلك ربما يكون الاستشراف وهو طرح ما هو ممكن الحصول قبل زمن طويل، ليأتي العلم التجريبي ويثبت صحة ما طرحه العقل من تصور استشرافي.

فالعقل اذا هو سيد الموقف كان وما يزال وسوف يظل دائما...والعمل التجريبي هو مجرد احدى وسائله.

وربما ان ما تولده عقول علماء الفيزياء النظريين theorist physicists امثال ستيفن هوكنج من نظريات واطروحات مثل نظرية الانفجار الكبير، والثقوب السوداء, وما الى ذلك ...لدليل اخر على قدرة العقل المجرد وبذاته، وبقدرته النظرية على التخيل، وهو اقدر على طرح التصورات الخارقة لما هي عليه صورة الكون والوصول الى الحقيقة، ولا شك ان هذه الطروحات هي مجرد خيال وبنات افكار العقل ولم تخضع للتجريب العلمي التطبيقي.

فالعقل هو السبيل للوصول الي الحقيقة دائما وبنسبة 99% بينما لا يتجاوز دور التجريب الـ 1% فقط.