الموضوع
:
شرُ البليةِ لا يُضحك
عرض مشاركة واحدة
09-16-2011, 11:46 AM
المشاركة
3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 5
تاريخ الإنضمام :
Jan 2007
رقم العضوية :
2765
المشاركات:
4,272
تعودنا اجتماعيا أن نلاحظ آثار الغيرة على الأم التي اعتادت أن تكون الشخص الأول و ربما الوحيد الذي يعتني بابنها ثم في لحظة واحدة تنتقل منها هذه " السلطات" إن صح التعبير إلى شخص آخر لتبدأ علاقة غير طيبة بين الطرفين " الكنة و الحماة " مهما حاول الطرفين إخفاءها و القول أنها غير موجودة .. و مع هذا تبقى الأزمة في ذروتها لمدة قصيرة ثم تبدأ بالنزول بفعل التعود و بتغليب عاطفة الأمومة التي لا ترتجي إلا الخير لابنها
لكن هناك العلاقة تتخذ منحى مرضيا حين يكون هذا الابن محور اهتمام الأم الوحيد بفعل وفاة الأب أو التفريق ما بين الأب و الأم .. في هذه الحالة تصب الأم كامل اهتمامها على ابنها و هذه الرعاية في حقيقة الأمر ذات وجه سلبي كبير التأثير بحيث يكون الابن مسلوب الشخصية و الإرادة أمام إرادة أمه في كل محاولة تمرد تشهر في وجهه تفانيها و خدمتها له و خوفها عليه و هؤلاء يسمون في علم النفس " مستنزفو الطاقة " لأنهم في هذه الحالة يمتصون الغضب على التسلط الذي يمارسونه على حيوات أبنائهم بتغليفه بداعي الرعاية و التفاني مما يجعل المرء أمامهم مشلولا تماما و غير قادر على التمرد أو حتى إبداء الرأي
شخصية هذه الأم التي ذكرت هنا في القصة هي حالة مدرسية في علم النفس و ناقشها الروائي العالمي " نجيب محفوظ" في روايته " السراب " و ذكر أقصى ما يمكن أن يقود هذا التسلط المغلف بالرعاية إلى أمراض نفسية و جسدية و اجتماعية
قبل أن نعرض لهذه الأم فكرة إشغالها بالعناية بشخص آخر " زوج مثلا" علينا تبصيرها بمدى ما تلحقه من اذى نفسي بابنها و من ظلم بإنسانة لم تقترف ذنبا لأن هذه الأم في الحقيقة قد لا تكون مدركة لحجم الأضرار التي تسببها ..و هذا طبعا يكون ضمن عيادة الطب النفسي" و العلاج النفسي ليس وصمة بحال من الأحوال فكلنا في وقت معين نحتاجه"
أ. عبد الأمير البكاء
هذا رأيي الشخصي في القضية التي طرحتها و هو طرح متميز حتما
تحيتي لك دوما
وطـن في حقيبة القلب
رد مع الإقتباس