الموضوع: اناجي قمري
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
23

المشاهدات
14073
 
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي


راما فهد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,410

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة
الاردن_عمان

رقم العضوية
10318
09-07-2011, 08:20 PM
المشاركة 1
09-07-2011, 08:20 PM
المشاركة 1
افتراضي اناجي قمري
يا ليل طل أولا تطل ...لا بد لي أن أسهرك...لوْ باتَ عندي قمرِي...ما بتُّ أرعَى قمرَكْ...يا ليلُ خبّرْ: أنّني...ألْتذُّ عنْهُ خبرَكْ...بِاللَّهِ قُلْ لي: هَلْ وَفَى ؟..فَقالَ: لا، بَل غَدَرَكْ! ..

لله درك يا ابن زيدون.. هكذا ناجيت القمر في ليلة عصفت بك أوجاعها وتباريحها وأثقلتك همومها.. وأنت تسائل القمر عن حبيبك ووفائه.. فيأتيك الجواب مرّا علقما..

أنه القمر.. رفيق العشاق.. وكاتم أسرارهم.. يسمع كل أناتهم وآهاتهم.. يساهرهم ويسامرهم.. يطل عليهم من سمائه و عليائه .. يسترق السمع.. فيسمع كل نبضة من نبضات قلوبهم..

تداعبك الغيمات..يتراقصن أمامك كفراشات جميلة.. يسرقن نورك بعض اللحظات ثم ينهزمن وتبقى أنت.. حيث أنت... تحرسك النجوم ..

أيها القمر.. أجلس أمامك كمذنب على كرسي الأعتراف.. سأبوح لك بأسراري .. فأنت مثلي.. وتشبهني.. أنت وحيد في سمائك.. وأنا وحيدة هنا على أرض يابسة.. يابسة من المشاعر الصادقة..

أنا وأنت: نسير في دروب الصمت بحزن وهدوء.... يستفزنا الظلام فيحرّك في نفوسنا لواعج الشوق والحزن.. أنا مثلك وأنت مثلي.. ولا أحد يشبهنا.. من يراني يظن أنني بسعادة ونشوة وفرح.. ولو تكشفت له الأسرار.. أسرار أحزاني وأوجاعي لرثاني وأشفق عليّ وبكي لحالي.. وأنت: من يطالعك سيراك فرحا مسرورا.. فوجهك جميل .. ونورك أجمل.. لكن ما تخبئه بداخلك مظلم وموحش.. أرض يباب.. دمار.. وخراب..لا يتحرك بداخلك ساكن.. لا ماء ولا شجر.. ولا حياة.. هكذا أنا.. وهكذا أنت..

أيها القمر .. أنصت اليّ.. أرجوك.. هربت من عالمي لأناجيك.. ستفهمني.... أين حبيبي.. أين ذهب وأين أختفى.. كنا كأسعد عاشقين.. وأجمل مخلوقين.. كنت أناجيه ويناجيني تحت سمعك وبصرك.. فأنت الشاهد الوحيد..فرّقنا الدهر.. أين هو.. لعله يناجيك مثلما أناجيك الآن .. ولعلك تسمعه .. قل لي أيها القمر..

أتخيل صورته في وجهك الجميل.. يبكي لأجلي مثلما أبكي لأجله.. وأنت ترانا.. فهلا أشفقت على قلبي وروحي.. أيها القمر.. مهلا .. أرجوك.. لا تتعجل الرحيل.. اسمعني.. ما زال عندي المزيد من الكلام..

أيها القمر.. أراك تهرب أو تتهرب من الأجابة.. وتترك مكانك وتغادره .. هل تريد مفارقتي.. نورك الساطع يتلاشى.. يخبو.. شيئا فشيئا.. أراك تنحدر صوب الأفق البعيد.. تاركا في نفسي كل علامات الأستفهام دون جواب منك..

قف قليلاً أو توقف ، لا تغب عني لا تفارقني أرجوك.. لا تختبئ خلف الأفق وتتركني وحيدة أبحث عن جواب لا يعرفه أحد غيرك.

أهكذا.. ترحل.. تغيب... لقد طلع الفجر بعد أن فارقتني أيها القمر.. تتركني الى النهار ووحشته.. فمتى يعود اليّ أنس الظلام؟ ومتى ألتقيك من جديد؟

(رشة عطر)



التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 03-07-2013 الساعة 05:09 PM