عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3371
 
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي


راما فهد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,398

+التقييم
0.30

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة
الاردن_عمان

رقم العضوية
10318
09-01-2011, 09:56 PM
المشاركة 1
09-01-2011, 09:56 PM
المشاركة 1
افتراضي عزف الروح تعتذر
أعتذر لقلبي الذي مازال ينبض بالحياة التي أعيشها؛ أعتذر له لأنني أتعبته وأنهكته بالحب واللوعة والشوق والأسى؛ أعتذر منه لأنني أقحمته في لجج لم يستطع خوضها أو تحملها؛ أقحمته مرغما في عذابات العشق والهوى ونسيت أو تناسيت أنه مازال أصغر من مكابدة كل هذا العناء والتعب؛ وأقل من أن يحتمل هذا الأرق والسهاد؛ خدعته بأن مهمته سهلة ويسيرة، فقد توهمت أن الحب أسهل مما وجدته.

عذرا أيها القلب..!
حمّلتك أمورا فوق قدرتك وطاقتك؛ فعدت أدراجك محترقا بنيران هذا الحب ولظاه المستعرة؛ لكنك مازالت تنبض بين أحشائي لتمدني بالحياة .. إيه يا قلبي .. أكاد أسمع أنينك وشكواك بألا أعود بك ثانية إلى الحب.

أعتذر لأقلامي وأوراقي وخواطري؛ فقد أتعبت قلمي بهمومي وحمّلته كل أوجاعي في رحلة حياتي المتخمة بأوجاعها؛ فلم يخذلني مرة واحدة، ورسم هذه المعاناة كلمات مكتوبة على الصفحات.. وعندما مللت هذا القلم كسّرته واستعنت بقلم آخر.

أعتذر إلى أوراقي التي رسمت على أديمها كل خواطري وقصائدي بألوان وبلا ألوان؛ وفي لحظات جنوني وهذياني مزقتها إربا.

أعتذر لخواطري المبعثرة في أماكن شتى، والتي غلفتها بأحزاني وسوّرتها بالدمع وحاصرتها بالألم؛ فأحزنت غيري بها وهو لا يستحق.

أعتذر للواقع بكل ما فيه من حقائق أغمضت عنها عيوني وحاولت استبدالها بصور أجمل ! كرهت الواقع ونسيت أنني لن أتمكن من أن أحدث فيه تغييرا، وبأن الواقع هو الحقيقة بكل ما فيها من مرارة، وأنني مرغمة على أن أعيش الحياة كما هي بكل مرارها وعذابها؛ مع من أحب أو لا أحب.

أعتذر للفرح !..
أعتذر للسعادة !..
فقد عشقت الحزن وسرت في دروبه سنوات وسنوات.. عشقت الألم وأنخت رحالي في ربوعه.. عشقت الدمعة ولم أكلف نفسي مرة واحدة بإزاحتها عن جفوني.. عشقت الجراح فعاشت معي وعشت معها.. أمسكتُ بيدها وأمسكتْ بيدي كرفيقين حبيبين تعاهدا على الوفاء..

أعتذر لمخدتي التي أشبعتها بالدمع كل ليلة .. ووضعت فوقها رأسي المثقل بصداع يلازمه ولا يكاد يفارقه.

أعتذر للأمل.. فقد ودعته ورحلت عنه منذ زمن دون أن أكلّف نفسي بالاستئذان منه، وبأنني راحلة إلى اليأس وأستطيع معايشته .. عبثا حاولت إقناع نفسي بالقدرة على البقاء غريبة وبعيدة عن الأمل، وبالكذب على نفسي بسعادة وهمية مع اليأس.. فمازالت نيران سعادتي الوهمية تكويني في صمتي.. وتعذبني في ليلي.. دون إحساس الآخرين بي.. فعذرا أيها الأمل !.

أعتذر من قامتي القصيرة التي أحاول جاهدة أن أتطاول مرات بها، أو عليها، فلا تطاوعني، وتهمس لي بأن أبقى دائما مثلما أنا بطولي وحجمي الحقيقيين. أعتذر من هذه القامة وأحيي مرآتي لأنها هي وليس سواها من تظهر لي صورتي الحقيقية دون أن تجاملني ولو مرة واحدة.

أعتذر للصمت !.. فقد خدعته مرات كثيرة.. هربت إليه خوفا من الكلام.. وظننت أني أستطيع خداع نفسي فترات طويلة؛ وبأنني قادرة على الصمود طويلا أمام رغبتي في البوح والكلام؛ لكنني خنت هذا الصمت وتكلمت بأكثر مما توقعته في يوم من الأيام؛ فرغبتي في الكلام كانت أقوى من صمود الصمت.

أعتذر للقاء !.. فقد كتبت كثيرا عن الفراق والوداع، ونسيته..

أعتذر للورد والزهور.. قطفتها في بدايات تفتحها وبلوغها... وشممتها في لحظات الحب والفرح، وحاولت أن أهديها لمن لا يستحق.. ولكنني رميت بها تحت أقدامي ..فلفظت آخر أنفاسها وماتت بأبشع ميتة.

أعتذر لأمي.. أتعبتها وأنا في بطنها وأحشائها، وآلمتها كثيرا في مخاضها؛ وأسهرتها على راحتي كل سنوات طفولتي؛ وأتعبتها معي في شبابي ومازلت؛ غير أني عاجزة عن أن أرد لها فضلها مهما بذلت.

لن أعتذر لضميري!.. فقد أبقيته حاضرا متيقظا؛ يسافر معي في كل دروب الحياة؛ فهو عيناي اللتان ترشداني السبيل القويم.

أعتذر من اعتذاراتي كلها؛ لأنني تباطأت طويلا في البوح عنها بعدما حبستها في داخلي.