الموضوع
:
أمّ القرآن
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
2
المشاهدات
5099
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
المشاركات
850
+
التقييم
0.17
تاريخ التسجيل
Jul 2011
الاقامة
البيضاء / ليبيا
رقم العضوية
10226
08-31-2011, 05:47 AM
المشاركة
1
08-31-2011, 05:47 AM
المشاركة
1
Tweet
أمّ القرآن
( أمّ القرآن )
[justify]وتسمى سورة الحمد لله ، وفاتحة الكتاب ، والواقية ، والشّافية ، والسبع المثاني ، وفيها عشرون فائدة ، وأختلف هل هي مكية أم مدنية ؟ ولا خلاف أن الفاتحة سبع آيات إلا أن الشافعي يعدّ البسملة آية منها ، والمالكي يسقطها ويعدّ أنعمت عليهم آية (
الفائدة الأولى
) قراءة الفاتحة في الصلاة واجبة عند مالك والشّافعي ، خلافا لأبي حنيفة وحجتهما قوله صلى الله عليه وسلم للذي علّمه الصلاة " اقرأ ما تيسر من القرآن " (
الفائدة الثانية
) اختلف هل أوّل الفاتحة على إضمار القول تعليما للعباد : أي قولوا الحمد لله ، أو هو ابتداء كلام الله ، ولا بدّ من إضمار القول في " إيّاك نعبد " وما بعده (
الفائدة الثالثة
) الحمد أعمّ من الشكر ؛ لأن الشكر لا يكون إلا جزاء على نعمة ، والحمد يكون جزاء كالشكر ، ويكون ثناء ابتداء كما أنّ الشكر أعمّ من الحمد ، لأن الحمد باللسان ؛ والشكر باللسان والقلب ، والجوارح .. فإذا فهمت عموم الحمد : علمت أن قولك ( الحمد لله ) يقتضي الثناء عليه لما هو من الجلال والعظمة والوحدانية والعزّة والإفضال والعلم والمقدرة والحكمة وغير ذلك من الصفات ، ويتضمن معاني أسمائه الحسنى التسعة والتسعين ، ويقتضي شكره والثناء عليه بكل نعمة أعطى ورحمة أولى جميع خلقه في الآخرة والأولى ، فيا لها من كلمة جمعت ما تضيق عنه المجلدات ، واتفق دون عدّه عقول الخلائق ، ويكفيك أنّ الله جعلها أوّل كتابه وآخر دعوى أهل الجنّة (
الفائدة الرّابعة
) الشكر باللسان هو الثناء على المنعم والتحدث بالنعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " التحدث بالنعم شكر " والشكر بالجوارح هو العمل بطاعة الله وترك معاصيه ، والشكر بالقلب هو معرفة مقدار النعمة ، والعلم بأنها من الله وحده ، والعلم بأنها تفضّل لا باستحقاق العبد ، وأعلم أن النعم التي يجب الشكر عليها لا تحصى ، ولكنها تنحصر في ثلاثة أقسام : نعم دنيوية : كالعافية والمال ، ونعم دينية : كالعلم ، والتقوى ، ونعم أخروية : وهي جزاؤه بالثواب الكثير على العمل القليل في العمر القصير ، والناس في الشكر مقامين : منهم من يشكر على النعم الواصلة إليه خاصة ، ومنهم من يشكر الله عن جميع خلقه على النعم الواصلة إلى جميعهم ، والشكر على ثلاث درجات : فدرجات العوام الشكر على النعم ، ودرجة الخواص الشكر على النعم والنقم وعلى كل حال ، ودرجة خواص الخواص أن يغيب عن النعمة بمشاهدة المنعم ، قال رجل لإبراهيم بن أدهم : الفقراء إذا منعوا شكروا ، وإذا أعطوا آثروا ، ومن فضيلة الشكر أنه من صفات الحق ، ومن صفات الخلق فإن من أسماء الله : الشاكر ، والشكور (
الفائدة الخامسة
) قولنا " الحمد لله ربّ العالمين " أفضل عند المحققين من لا إله إلا الله لوجهين : أحدهما ما خرّجه النسائي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله كتب له عشرون حسنة ، ومن قال الحمد لله ربّ العالمين كتب له ثلاثون حسنة " والثاني : أنّ التوحيد الذي يقتضيه لا إله إلا الله حاصل في قولك " ربّ العالمين " وزادت بقولك الحمد لله ، وفيه من المعاني ما قدّمنا ، وأمّا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله (
الفائدة السادسة
) الرب وزنه فعل بكسر العين ثم أدغم ، ومعانيه أربعة : الإله ، والسيد ، والمالك ، والمصلح ، وكلّها في ربّ العالمين ، إلا أن الأرجح معنى الإله : إختصاصه لله تعالى ، كما أن الأرجح في العالمين أن يراد به كل موجود سوى الله تعالى ، فيعم جميع المخلوقات (
الفائدة السّابعة
) ملك قراءة الجماعة بغير ألف من الملك ، وقرأ عاصم والكسائي بالألف والتقدير على هذا : ملك مجئ يوم الدين ، أو مالك الأمر يوم الدين ، وقراءة الجماعة أرجح من ثلاثة أوجه ، الأول : أنّ الملك أعظم من المالك إذ قد يوصف كل أحد بالمالك لماله ، وأما الملك فهو سيّد الناس ، والثاني قوله : ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) والثالث : أنها لا تقتضي حذفا ، والأخرى تقتضيه ؛ لأن تقديرها مالك الأمر ، أو مالك مجئ يوم الدين ، والحذف على خلاف الأصل ، وأما قراءة الجماعة فإضافة ملك إلى يوم الدين فهي على طريقة الاتساع ، وأجرى الظرف مجرى المفعول به ، والمعنى على الظرفية : أي الملك في يوم الدين ، ويجوز أن يكون المعنى ملك الأمور يوم الدين ، فيكون فيه حذف ، وقد رويت القراءتان في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قرئ ملك بوجوه كثيرة إلا أنها شاذّة (
الفائدة الثامنة
) الرحمن ، الرحيم ، ملك : صفات ، فإن قيل كيف جرّ مالك ومالك صفة للمعرفة ، وإضافة إسم اسم الفاعل غير محضة ، فالجواب أنها تكون غير محضة إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال ، وأما هذا فهو مستمر دائما فإضافته محضة (
الفائدة التاسعة
) هو يوم القيامة ويصلح هنا في معاني الدين والحساب والجزاء والقهر ، ومنه إنّا لمدينون (
الفائدة العاشرة
) إيّاك في الموضعين مفعول بالفعل الذي بعده ، وإنما قدّم ليفيد الحصر فإن تقديم المعمولات يقتضي الحصر ، فاقتضى قول العبد إيّاك نعبد الله وحده لا شريك له واقتضى قوله " وإيّاك نستعين " اعترافا بالعجز والفقر وأنا لا نستعين إلا بالله وحده (
الفائدة الحادية عشرة
) إياك نستعين : أي نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع أمورنا ، وفي هذا دليل على بطلان قول القدرية والجبرية ، وأنّ الحق بين ذلك (
الفائدة الثانية عشرة
) اهدنا : دعاء بالهدى ، فإن قيل كيف يطلب المؤمنون الهدى وهو حاصل لهم ؟ فالجواب أنّ ذلك طلب للثبات عليه إلى الموت ، أو الزيادة منه فإنّ الارتقاء في المقامات لا نهاية له (
الفائدة الثالثة عشرة
) قدم الحمد والثناء على الدعاء لأن تلك السنة في الدعاء وشأن الطلب أن يأتي بعد المدح ، وذلك أقرب للإجابة ، وكذلك قدّم الرحمن على ملك يوم الدين لأن رحمة الله سبقت غضبه ، وكذلك قدّم إياك نعبد على إياك نستعين لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة (
الفائدة الرابعة عشرة
) ذكر الله تعالى في أوّل هذه السورة على طريق الغيبة ، ثم على الخطاب في إياك نعبد وما بعده ، وذلك يسمى الإلتفات ، وفيه إشارة إلى أن العبد إذا ذكر الله تقرب منه فصار من أهل الحضور فناداه (
الفائدة الخامسة عشرة
) الصراط في اللغة الطريق المحسوس الذي يمشى ثم استعير للطريق الذي يكون الإنسان عليها من الخير او الشّر ، ومعنى المستقيم القويم الذي لا عوج فيه ، فالصراط المستقيم الإسلام ن وقيل القرآن ، والمعنيان متقاربان ، لأن القرآن يتضمن شرائع الإسلام وكلاهما مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ الصراط بالصاد والسين والزاي ، وقد قيل إنه قرئ بزاي خالصة ، والأصل فيه السين ، وإنما أبدلوا منها صادا لموافقة الطاء في الاستعلاء والإطباق ، وأما الزاي فلموافقة الطاء في الجهر (
الفائدة السادسة عشرة
) الذين أنعمت عليهم : قال ابن عباس : هم النبيون والصديقين والشهداء والصالحون ، وقيل المؤمنون ، وقيل الصحابة ، وقيل قوم موسى وعيسى قبل أن يغيروا ، والأوّل أرجح لعمومه ، ولقوله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (
الفائدة السابعة عشرة
) إعراب غير المغضوب بدل ، ويبعد النعت لأن إضافته غير مخصوصة وهو قد جرى عن معرفة وقرئ بالنصب على الاستثناء أو الحال (
الفائدة الثامنة عشرة
) إسناد نعمة عليهم إلى الله ، والغضب لما لم يسم فاعله على وجه التأدب : كقوله : وإذا مرضت فهو يشفين ، وعليهم أوّل في موضع نصب ، والثاني في موضع رفع (
الفائدة التاسعة عشرة
) المغضوب عليهم : اليهود ، والضالين : النصارى ، قال ابن عبّاس وابن مسعود وغيرهما ، وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل ذلك عام في كل مغضوب عليه ، وكل ضال ، والأوّل أرحج لأربعة أوجه : روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وجلالة قائله ، وذكر ولا في قوله " ولا الضّالين " دليل على تغاير الطائفتين وأن الغضب صفة اليهود في مواضع من القرآن : كقوله فباؤا بغضب ، والضلال صفة النصارى لاختلاف أقوالهم الفاسدة في عيسى ابن مريم عليه السّلام ، ولقول الله فيهم " قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " (
الفائدة العشرون
) هذه السورة جمعت معاني القرآن العظيم كله فكأنها نسخة مختصرة منه ؛ فالألوهية حاصلا في قوله : الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم ، والدار الآخرة في قوله : مالك يوم الدين ، والعبادات كلها من الاعتقادات والأحكام التي تقتضيها الأوامر والنواهي : في قوله : إياك نعبد ، والشريعة كلها في قوله : الصراط المستقيم ، والأنبياء وغيرهم في قوله : الذين أنعمت عليهم ، وذكر طوائف الكفّار في قوله : غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
(
خاتمة
) أمر بالتأمين عند خاتمة الفاتحة للدعاء الذي فيها ، وقولك آمين اسم فعل معناه اللهم استجب ، وقيل هو من أسماء الله ويجوز فيه مدّ الهمزة وقصرها أو لا يجوز تشديد الميم ، وليؤمن في الصلاة ؛ المأموم والفذّ والإمام إذا أسرّ ، واختلفوا إذا جهر .[/justify]
( محمد بن أحمد بن جزي الغرناطي )
* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
رد مع الإقتباس