عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2011, 03:24 AM
المشاركة 6
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي

لو قرأ كل منا فنجانه لوجد بقايا فاطمة تركن في زاوية من قلبه .. تستجير بماض شتته الانتظار ..

لو تعود قارئة الفنجان لرددت مرة أخرى :
" حبيبة قلبك .. ياولدي نائمة في قصر مرصود , والقصر كبير ياولدي .. وكلاب تحرسه وجنود "

سترثيك صادقة : " ستظل وحيداً كالأصداف .. وتظل حزينا كالصفصاف ".

وبدوري أقلّب فنجان فاطمة .. أقرؤه من كل الزوايا .. انتحرت الكلمات على جنباته وساحت الأماني مع رحيل القارئة ..

أجدني أفتح معك دفتر الأحلام الخضراء التي ذرتها الأنانية وهزمتها الحاجة ووأدها الضعف والوحدانية ..

إيه يا فاطمة ..
تزهرين اليوم بين كلمات النغم الذي مازال يبحث عن مستقر لجناحيه ..
تمرقين في ذاكرة مشروخة متألمة ترسمك ناصعة خضراء بلون الربيع ..

إيه يا نغم ..
ما أصعب اللحظات التي يفور فيها تنور الذكريات ..
إنه يحرقنا في الروح .. في نبض القلب ..
لكن تبقى الكلمات المتنفس الذي يستريح على جنباتها النفس ..
يبقى الحرف وضاء رغم ما يخلفه من ألم ..
والألم مازال صداه يصلني ..
إنه يتسلق أنين فاطمة وهي تصارع المرض ..
يقتل عصفور الفرح المسجون في قفص زواج المصلحة ..
يئد بقية من أمل قضى عليه طمع الإخوة ..
إيه يا حلم السنين ..
هل يعيد إليك المال نضارتك ؟
هل ينبت لك برعم من أوراق الجنسية ..
لقد ضاعت فاطمة لينعم إخوتها بالاستقرار
تشتتت روحها ليجد إخوتها لهم مستقرا ..
إيه .. يا أنت يا مهاجر في الزمن
أتجد لبقاياك وطنا ؟
ها إن إخوتها غنموا الجنسية وصار لهم موطىء قدم في الوطن.
أتبحث لهجرتك عن مستقر؟
ها هي فاطمة ترفض أن تنبت في وطن غير امتداد قلبك فرحلت ..
فهل يحلو بعدها وطن ؟

أيها النغم المهاجر ..
يا أحمد يا مجرشي ..
يا ابن القرية ..
بأي اسم أناديك وأنت تتحفنا بكل مرة بنغم من عذرية القرية وامتدادها ..؟
بأي لقب أدعوك وأنت تهاجر بنا من زمن إلى زمن .. ومن حلم إلى حلم ؟

لقد قبلنا الهدية أخي ..
سنحفظها في القلب ونسقيها بأمانينا ونذود عنها بأمل شريد لعل قارئة الفنجان تعود يوما من رحلتها الطويلة .

سلم مدادك أخي
ودمت بود .