عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2011, 03:20 AM
المشاركة 10
محمد نجيب بلحاج حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
.
.
حرائِقُ الرّحيل
.
.
إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده
.
*****
*****
.
.


كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
.

أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
.

فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
.

تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
.

أَتَحْتُ لَهُ العُبورَ إلى عُيوني
مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
.
.
.


أَدارَ حَديثَنا فازْدَدْتُ خَوْفاً
وَخَيَّمَ صَمْتُهُ فازْدادَ خَوْفي
.

بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ
.

وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
.
.
.

فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
.

ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي
.

وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفـــي
.

وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
.

وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً
كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي
.

أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
.

فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
.

كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
.
.
.
.
.
.
.

*******
*******
*******


المبدع الفاضل تركي عبد الغني


سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أعانك الله على تحمل هذه المشاعر الثقيلة

قصيدة يملؤها الألم والمرارة

ولا تغيب عن كل حروفها روعة تركي المعتادة

لو وجدتها في المكتبة العالمية للشعر

لعرفت أنك مبدعها

تحياتي لروعتك وألقك