الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
08-16-2011, 04:20 PM
المشاركة
1043
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
سليم الشيباني
يتمه: يتم الاب وهو صغير.
مجاله: مؤرخ
لبنان 1914
"... من يتمه صَنَع أبطالاً
كتبها: معين حمد العماطوري
ربما كان اليتم والفقر للإنسان حافزاً قوياً لصنع النجاح،
"
سليم قاسم الشيباني" الطفل الذي
قدم من جبال لبنان مع والده الذي رأى مقتله أمام
عينه، استطاع أن يخلق من الضعف قوة،
ومن الفقر إرادة عمل
.
أما حكايته فيرويها لموقع
eSuweda
ولده الخبير الاقتصادي الدكتور "ناهي الشيباني" الذي قال
:
«
ولد والدي "سليم الشيباني" في قرية "سهوة
الخضر" عام 1914 التي تبعد واحداً وعشرين كيلومتراً عن مدينة "السويداء" ودخل
المدرسة لمدة خمسة وأربعين يوماً فقط وكان من أكثر المثقفين في منطقته
.
التحق والده عام 1922 أي جدي "قاسم" بصفوف
المجاهدين ضد الاستعمار الفرنسي، إذ كان السبب المباشر لانتقال جدي إلى سورية أنه
ضرب أحد أبناء القادة الفرنسيين عندما شتمه في "بيروت" وتوارى عن الأنظار، ثم فر
إلى سورية وعلى الفور التحق بصفوف الثوار، ثم عاد خلسة إلى لبنان ليصطحب زوجته
وابنه أي والدي "سليم" وأبناء أخيه، حيث عمل الفرنسيون على تعذيبهم بسبب فرار جدي
"
قاسم" إلى سورية والتحاقه بركب الثوار
.
وعندما استشهد جدي "قاسم" كان والدي "سليم" عمره عشر سنوات، فعاش
يتيم الأب مع زوجة والده التي كانت تظلمه كثيراً، لكن قبل الخوض في معاناة والدي مع
الحياة لابد من إلقاء الضوء على حكاية استشهاد جدي "قاسم" قصة استشهاده
الشيخ سليم الشيباني
غريبة
إلى حد ما، حيث كان يحرث الأرض قرب قرية "سهوة الخضر" وفجأة قدم عليه أربعة جنود
فرنسيين سألوه عن مكان تواجد بعض الثوار ومنهم "قاسم" المذكور، يعني سألوا جدي عن
نفسه، قال لهم: "سأخبركم عن ذلك وسأحضر لكم المعلومات وابتعد عنهم بضعة أمتار
وتناول بندقيته التي كان يخبئها بين الأعشاب وانبطح أرضا وطلب إليهم رمي الأسلحة
وكان ذلك، أخذها مع ابنه "سليم" إلى القرية ووزعها على أبناء أخيه، وبعد عدة أيام
وبينما كان يعمل في الأرض ومعه ابنه الوحيد الذي هو والدي "سليم" تم تطويقه من قبل
كتيبة فرنسية وألقوا القبض عليه وطلبوا منه معلومات عن الثوار فرفض ذلك، عندها
أطلقوا النار عليه وأصابوه بكتفه ورغم ذلك رفض تقديم المعلومات وكان دمه ينزف على
رأس ابنه الذي كان يبكي وهو متمسك بأبيه، وعندها أطلق الفرنسيون عدة رصاصات على رأس
جدي "قاسم" وتركوه قتيلا عند غياب الشمس بعدما نجا من الموت في معارك "الكفر
والمزرعة، والمسيفرة"، وبعدها ذهب الابن إلى القرية ليخبر
جانب من سهول سهوة الخضر
الأهل والثوار بما جرى
».
وتابع الدكتور "ناهي الشيباني" بعد أن روى
حكاية استشهاد جده "قاسم" معاناة والده "سليم" قائلاً: «تذوق والدي من صغره مرارة
اليتم والفقر وعمل بالأرض التي تركها والده، وقرر أن يتعلم، عشق القراءة في الكتب
التي كان يستعيرها من الآخرين لأن الفقر حال دون قدرته على شراء الكتب، وعندما بلغ
سن الثامنة عشرة كان يحفظ آلاف أبيات الشعر لكبار الشعراء كما حفظ كامل ديوان
"
عنترة بن شداد"، ولم يكتف بالكتب الأدبية وإنما كان مولع أيضا بالجغرافية والتاريخ
وعرف بجغرافية معظم دول العالم، وعرف تاريخ حياة أكثر قادة العالم البارزين في
العصور القديمة والوسطى، كما حفظ بالتواريخ كافة الحروب المهمة التي قامت في
المنطقة العربية وآسيا وأوروبا
.
كان
مؤرخا لكافة الأحداث الرئيسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبشكل يومي منذ عام
1930
إلى أن توفي عام 1989 وما زالت مذكراته هذه محفوظة حتى الآن، ومن شغفه بالعلم
قام بتعليم كافة أفراد الأسرة حتى بلغنا مراتب جيدة، وذلك في ضوء إمكانات مادية
محدودة جداً حيث كان ينقل لنا الخبز والمؤن على ظهره
أيام الثلوج من قريتنا وكان يحض أهل قريته وكافة معارفه على التعلم ويقدم كل ما
يملكه من خبرات إلى من يرغب في التعليم، ويمكن القول إن ما فعله هذا ليس إلا ردة
فعل نتيجة الفقر واليتم والجهل التي نالت منه في بداية عمره
».
رد مع الإقتباس