عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2011, 04:46 AM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
لك الله يا أخي ... قد حبست أنفاسي وتسارعت دقات القلب مني , وتوقف جريان الدم في عروقي ..
بلعت ريقي مرة , واثنتين .. وغفلت عن سيجارتي التي انتحرت كمدا بعد أن طال انتظارها على النفاضة ..
خرج مني سؤال ذليل يستجدي الإجابة من المعلم الذي لم يعرني اهتماما .. قفزت نظراتي تتسول بعض كلمات من صاحب العربة فأضاعها في دروب لا مبالاته .. اتسمت خيرا في حارس المقبرة فشتت سؤالي كما يشتت دخان نارجيلته ..
ماذا بقي ؟
غريب الأطوار " بوشتي" , هل أغامر وأسأله ؟ هل أرمي بثقلي عليه ؟ وما يدريني أنه لن يقبرني مع مومياءته ويحثو علي تراب النسيان فأكون بدوري لغزا ثان لا أجد من يبذل جهدا لحلّه..
هل أقتحم خلوته في غيابه وأهتك الخيوط التي تخفي كنه محبوبته المومياء؟
وكيف السبيل إلى معرفة الحقيقة ولا عنوان للمومياء ولا مستقر؟
لله درّك يا هشام زيد
نثرت روعة زانها حرفك الثابت وكلمتك المحترفة ..
لقد استطعت أن تحيلنا إلى عشق ثان يمكن أن نجد فيه ما ضينا وحاضرنا .. وربما بعضا من نفس حار ينفخ في روح المومياء ويمنع عنها التلف ..
القاص المبدع : هشام زيد
كل منا تحوّطه مومياءته وتجذبه إلى عالمها كلما دفعت به السنون إلى متاهة العمر.
وكل منا يحاول أن يفك خيوط الحكاية لينعم ببعض الاطمئنان .. لكن يأبى كبرياؤها أن يكشف الحقيقة ..
ستبقى مومياءتنا عزيزة مادامت تلف نفسها بكل ذاك الغموض ..
الأخ الكريم : هشام زيد
أبدعت أيما إبداع في سرد الحكاية ونسج خيوطها بلغة سليمة سلسة متناغمة وقوية ..
لكن ما أعيبه عليك هو إفشاؤك سر المومياء ..
كان من الأجدر أن تترك كل واحد منا يحاول أن يكتشف مومياءته النائمة في قبو ماضيه وذكرياته ..

سلم قلمك أخي الكريم .

ودي لو تجود علينا بهكذا إبداع ..

ودمت بود دائما