الموضوع: حبٌ وبندقيّة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
5294
 
مطر ابراهيم
من آل منابر ثقافية

مطر ابراهيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
406

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9684
08-09-2011, 04:04 AM
المشاركة 1
08-09-2011, 04:04 AM
المشاركة 1
افتراضي حبٌ وبندقيّة
في ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش
قصيدة نثريّة (حبٌ وبندقيّة)



يحدّثني الرفاقُ عن هواكْ
عن نشيد الزند والرمّانات اليدويّة
عن قلوبٍ ليست تحبُّ سواك
ما كنتَ يوماً بينهم،
إنما في العينينِ أراك
في رجفة سبّابةٍ ثوريّة
في عرق فدائيّ، في حرفكَ
في عُلاك..
يا ابن البروة، أمُّكَ ما زالت تحلمُ أن ترجع
أن تسكب في فنجانك قهوة، كنتَ يوماً غنّيتَ لها
تترك بعضَ الخبزِ العربيّ، ليبردَ هرباً من شوقه
ولا يطفئ شوقَ الخبزِ حتماً إلّــاك..
في الفجر، نفتعلُ الفرحَ حكاياتٍ مبتورة
نعلِّقُ ذكراكَ في عنق الحلم..
ندعو العصفورَ لينشدَ للذكرى أغنيةً على الشبّاك
تعلّمنا معك حبّ الأرض، مسامرة الشعر ..الآهات..
تعلّنما كيفَ تُخلَقُ من رحمِ الغربة ثورات،
تعلّمنا .. أن نبكي وجع الفقد، لكن سحقاً للموت،
خلفَ فضائحنا واراك..
يحدّثني الرفاقُ عن امرأةٍ تُدعى بيروت،
وقفت في وجه الموت، تحملُ حباً في عينيها
تُعلِّقُ في كتفِ الثوّار بنادق..
وتدفعهم في وجه البحر، تبكي لرحيلك يا درويشُ وتبكي لرحيل الثوّار،
تعتِّقُ في كفّيها عطر الثورة .. ألم الأمّ.. الأطفال.. الحارات ..!
آهٍ درويشُ دعتك
فلا ترحل
هذي بروتك الأولى
لا ترحل..
واصنع من موتك كالعادة
أندلساً للقادمين حفاة..
اصنع بالحبّ وزغردة البارودِ قضيّة
لكن لا ترحل،
إن صفعوا ثورتنا بالحزن.. توسَّل..
وابقَ .. فإمّا تبقى .. أو نترجّل..
أرى فيما يراهُ وهمي
وجهَ زنبقةٍ يخيّل لي
بماذا ستحلمُ إن عدت
ونجمةٌ في سماءٍ
تسكنُ رمّانةً
حيّرها الخبر
أتموتُ .؟ وكلّ القصائد بعدك تحيا؟
كيفَ لإلهٍ أن يموتَ قبل عباده؟
أرى بروةً
من بعيد .. تحصدُ الشعر
تأكلُ الحبّ
بنهم
وتصلّي للفقيد
أرى اليومَ هذه الحياة مجرّد
صرخةٍ
يصرخها القادمون .. ونصرخها إذا رحلوا
قصيدتي ليست للرثاء
فمن أنا .. كي أكتبَ فيكَ
وعنك
ومن أنا
كي أصلّي لأجلك ..؟
وكلّ السماء ومليون منفى يصلّي لأجلك
تعبنا .. وملّ القصيدُ التعثّر بخدّ القمر
نصنعُ من وهمنا
إليكَ جسورا
على وافرٍ .. وكاملٍ
وبعض صور
تعبنا
وشعركَ يلاحقنا
كعسس المحبّة
كاستخبارات الوفاء
كامرأةٍ غيرتها تشعل السماء
تعبنا ..
وأثر الفراشة أين وجدنا
يلاحقنا .. أحمد الزعتر
وخبزها أمّك (سلامٌ عليها) ..وعاشت
تأخّر هذا الربيع
ونحنُ نجري إليهِ
كنهرٍ إليك
يجري .. ويجري
إليك
وداعاً .. ألم تستحِ هذي الـ(وداعاً)...؟؟؟
أيعقلُ أنّك فعلاً رحلت..؟
أم أنّ الحياة صارت هناك
حيث نفيت..؟
ونحنُ صارت لدينا القبور
سلامي إليك


مطر


أمّي داليةٌ كلّما أتعبها الصيفُ .. كبُرَ الوَطنْ!