عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3343
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
08-08-2011, 08:30 PM
المشاركة 1
08-08-2011, 08:30 PM
المشاركة 1
افتراضي من روائع الأدب الصيني
عبدالله علي باسودان

من روائع الأدب الصيني:


الأمير والأمبراطورة

كان أمير منطقة هونان الصينية على وشك أن يُتوج ملكاً ولكن كان عليه أن يتزوج أولاً, بحسب القانون الصيني آنذاك وبما أنّ الأمر يتعلق باختيار امبراطورة مُقبلة كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء. وتبعًا لنصيحة أحد الحكماء قرّر أن يدعو جميع فتيات المنطقة.

أخبرتِ الخادمةُ العجوزُ ابنتها التي تكنّ حباً دفيناً للأمير بذلك القرار وفوجئت بأنّ ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي إيضاً وقالت :
وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟ سيتقدّمن أجمل الفتيات وأغناهنّ،
اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك! أعرف تمامًا أنكِ تتألمين
ولكن لا تحوّلي الألم إلى جنون!

أجابتها الفتاة :
يا أمي العزيزة أنا لا أتألم أنا أعرف تمامًا أنّي لن أفوز في المسابقة .
ولكنّها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير، فهذا يسعدني حتى لو أنّي أعرفُ أنّ هذا ليس قدري.

وصلتِ الفتاةُ إلى قصر الأمير وحينها كانت أجملُ الفتيات يتوافدن على القصروهنّ يرتدين أجملَ الملابسِ وأروعَ الحليّ وهنّ مستعداتٍ للتنافسِ بشتّى الوسائل من أجل الفرصة التي سنحت لهن.
أعلن الأمير بدء المنافسة وقال :
سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة ستكون إمبراطورة الصين المقبل . حملتِ الفتاةُ بذرتها وزرعتها في قصيص من الفخار ، اعتنت بالتربة بكثير من الأناة والنعومة. مرّت ثلاثة أشهر , ولم ينمُ شيء
. جرّبت الفتاة شتّى الوسائل وسألت المزارعين والفلاحين فعلّموها طرقًا مختلفة جدًا ,
ولكن لم تحصل على أية نتيجة. يومًا بعد يوم أخذ حلمها يتلاشى .
رغم أن حبّها ظل متأججًا. مضت الأشهر الستة , ولم يظهر شيءٌ في قصيصها.
ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدّمه للأمير فقد كانت واعيةً تمامًا لجهودها المبذولة ولإخلاصها طوال هذه المدّة , وأعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط في الموعد والساعة المحدَّدين.
كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها ,
حلّ يوم الجلسة الجديدة , وتقدّمت الفتاة مع قصيصها الخالي من أي نبتة , ورأ ت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة؛ وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى , وهي من جميع الأشكال والألوان.
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة.
دخل الأمير ونظر إلى كلٍ من المتنافسات بكثير من الاهتمام والانتباه وبعد أن مرّ أمام الجميع, أعلن قراره وأشار إلى ابنت خادمته على أنها الإمبراطورة الجديدة.

احتجّت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا.
عندها فسّر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً :

هي وحدها التي زرعت البذرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة فكل البذور التي أعطيتكنّ إياها كانت عقيمة ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة.