الموضوع
:
||~ كتاب ثلاثون درسـًا للصائمين للدكتور : عائض القرني ~
عرض مشاركة واحدة
08-05-2011, 05:31 PM
المشاركة
4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
هديه صلى الله عليه وسلم في الصوم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر
رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن
الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله ، وكان أجود
الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ( ) ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن
الكريم ، والصلاة والذكر والاعتكاف .
وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره به من الشهور ، حتى إنه كان
ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن
الوصول ، فيقول له : إنك تواصل ، فيقول : (( لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي
يُطعمني ويسقيني )) ( ) .
والله عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ، ودر الحكم وفيض أنوار
الرسالة ، لا أنه طعام وشراب حقيقة ، إذ لو كان كذلك لما كان عليه الصلاة والسلام
صائماً .
فلما قرّت عينه عليه الصلاة والسلام بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده وتنعم باله
بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الأول :
فزادُ الرُّوح أرواحُ المعاني
وليس بأن طعمت ولا شربتا
فليس يُضيرك الإفتارُ شيئاً
إذا ما أنت ربك قد عرفتا
والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبدُ العابدين ، جعل شهر رمضان
موسماً للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ،
ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل
الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا
وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ (المزمل:1) ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
(المزمل:2) وقال تعالى ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً
مَحْمُوداً ﴾ (الاسراء:79) .
ونهاره عليه الصلاة والسلام دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا.
• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو
بشهادة شاهد واحد( ).
• وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، فقد صح عنه أنه قال : "تسحروا فان
في السحور بركة"( ) لان وقت السحور مبارك ، إذ هو في الثلث الأخير من الليل وقت
النزول الإلهي ، ووقت الاستغفار. قال تعالى﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الذاريات:18)
وقال تعالى ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: من الآية17)
ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة ، ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم سبحانه
وتعالى .
• وكان عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه أمرا وفعلا يُعجل الإفطار بعد غروب الشمس
( ) ، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء( ) لان خالي المعدة أوفق شئ له الحلاوة ، فكان
في الرطب والتمر ما يوافق الصائم الجائع .
• وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد))
( ). فكان. فكان عليه الصلاة والسلام بخيري الدنيا والآخرة.
• وكان يفطر صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي المغرب ( ) .
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إذا اقبل الليل من ها هنا ، وأدبر من
ها هنا فقد أفطر الصائم)) ( ).
• وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصام وأفطر ، وخيروا الصحابة في الأمرين
• وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ( )
• وخرج صلى الله عليه وسلم لبعض غزواته وسراياه في رمضان بل كانت بدر الكبرى
في رمضان ، فنصره الله نصرا ما سمع العالم بمثله ، وأفطر صلى الله عليه وسلم في
غزوتين من غزواته ، في رمضان( ) كما أخبر بذلك عمر رضي الله عنه عند الترمذي
وأحمد ، ولم يحدد صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحد ولا
صح عنده في ذلك شيء .
• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، فيغتسل بعد
ا
لفجر ويصوم( ) وكان يقبل بعد أزواجه وهو صائم في رمضان( )، وشبه قبلة الصائم
بالمضمضة بالماء.( )
• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسيا ، وأن الله
سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه( )
والذي صح عنه عليه الصلاة والسلام : أن الذي يفطر الصائم : الأكل والشرب والحجامة
( ) والقيء( ). والقرآن الكريم دل على أن الجماع مفطر كالأكل والشرب .
• واعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر في رمضان( ) فجمع قلبه مع الله
تعالى ، وفرغ باله من هموم الدنيا ، وسرح عين قلبه في ملكوت السموات والأرض ،
وقلل من التقائه بالناس ، فأكثر من التبتل والابتهال ودعاء ذي الجلال والإكرام . وعكف
قلبه على مدارسة الأسماء والصفات ، وعلى مطالعة الآيات البينات ، والتفكر في
مخلوقات رب الأرض والسموات ، فلا اله إلا الله كم من معرفة وحصلت له ، وكم من
نور ظهر له ، وكم من حقيقة ظفر بها ؟ فهو اعلم الناس بالله ، وأخوف الناس من الله ،
وأتقى الناس لله ، وأبلغ الناس توكلا على الله ، وأبذل الناس لنفسه في ذات الله فعليه
الصلاة والسلام م تضوع مسك وفاح ، وما ترنم حمام وناح ، وما شدا بلبل وصاح .
//
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس