عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2011, 11:59 PM
المشاركة 8
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

مساء الخير استاذة امل


الشهر مبارك عليك ربي يسعدك في صيامه ويعينك على قيامه..


موضوع جميل لا احب ان يفوتني المشاركة فيه...




رمضان ... بين الشاعرين أبي نواس و ابن الرومي


ثقافة
الاثنين 17-9- 2007
محمد منذر لطفي

مقدمة : يُطلَقُ اسمُ “ رمضان “ على الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية ، و هو ـ كما جاء في دائرة المعارف الإسلامية ـ مشتقٌ من الفعل “ رمض “ إذا احترق ، و الرمضاء شدة الحر ... و سُمَّي بذلك للارتماض من حر الجوع و العطش الذي يحل بالصائم فيه ، و قال بعضهم إنما سُمَّي “ رمضان “ لأنه يرمض الذنوب
و يحرقها بالأعمال الصالحة .. و قيل أيضاً : لأن القلوب تأخذ فيه الموعظة و التفكير في أمر الحياة الآخرة كما تأخذ رمال الصحارى الأشعة و الحرارة من الشمس ، كما قيل أيضاً : إن العرب كانوا يرمضون أسلحتهم في “ رمضان “ ... أي يدقونها و يشحذونها بين الحجارة استعداداً للحرب في “ شوَّال “ قبل أن تهل عليهم الأشهر الحرم حيث يتوقف القتال فيها . و “ رمضان “ هو الشهر الوحيد الذي ذكره الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم من بين شهور السنة الإثني عشر ، و في أكثر من آية كريمة ، و فيه حدث العديد من الأحداث العظيمة في التاريخ .. “ كغزوة بدر الكبرى “ التي وقعت في السنة الثانية للهجرة و حقق فيها المسلمون انتصاراً باهراً ، و “ فتح مكة “ الذي حدث في السنة الثامنة للهجرة ... و الذي كان له كبير الأثر في توحيد كلمة العرب و صفوفهم ، و غزو “ موسى بن نصير “ الثغور الجنوبية للأندلس في رمضان عام 91 هجرية ... و الذي كان مقدمة لفتح الأندلس بكاملها في العام التالي من قبل “ طارق بن زياد “ , و استيلاء الخليفة العباسي الأول “ أبي العباس عبد الله الملقب بالسفاح “ على دمشق في رمضان سنة ( 134 ) هجرية ، و قتال السلطان “ صلاح الدين الأيوبي “ الإفرنج في سورية و بلاد الشام و انتصاره الشهير عليهم في معركة حطين ... و تحريرها منهم في رمضان سنة ( 584 ) هجرية ، و أخيراً حرب تشرين عام 1973 بين سورية و مصر من جهة و إسرائيل من جهة ثانية ... و التي حدثت في رمضان أيضاً . و قد امتاز هذا الشهر عن بقية شهور العام قبل الإسلام و بعده ، ففيه نزلتْ “ صحف إبراهيم الخليل “ عليه السلام ، كما نزلت “ التوراة “ على “ موسى “ ... و “ الإنجيل “ على “ عيسى “ عليهما و على نبينا الصلاة و السلام ، و هو ... أي رمضان من أحب الشهور إلى الله سبحانه و تعالى ، قال ابن الجوزي في كتابه بستان الواعظين : “ مثل الشهور الإثني عشر كمثل يعقوب و أولاده ، فكما أنَّ يوسف أحبُّ أولاده إليه ... كذلك فإن رمضان أحب الشهور إلى الله تعالى “ ، و قد خصَّه بهذه المنزلة لأسباب كثيرة .. لعل أهمها الآتي : 1- نزول القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك . 2- وقوع ليلة القدر فيه . 3- كثرة العبادة فيه و الإقبال على طاعة الله . 4- كثرة التعاطف و التآلف و التحابب فيه بين الناس . 5- صيام المسلمين شهراً بكامله ... هو شهر رمضان . و الصوم عبادة قديمة لعلها بدأتْ منذ عهد “ آدم .. أو نوح .. أو إبراهيم “ عليهم السلام بدلالة الآية الكريمة : ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) . و قد ذكر “ الإنجيل “ الصوم و امتدحه و اعتبره واحدة من العبادات الكبرى ، كما عرف الوثنيون الصوم ، و كان قدماء المصريين أيام “ الفراعنة “ يصومون ... و عنهم انتقل إلى اليونان و الرومان ، و مازال الوثنيون في الهند يصومون حتى يومنا هذا ، كما عرفته بعض العقائد الأخرى “ كالبراهمة و المجوس و الصابئة و البوذيين و أهل الملل الذين يعبدون الحيوان أو النبات “ . و في “ التوراة “ نرى أن الصوم قد فُرض بعض الأيام في بعض المناسبات ، حيث كان من مظاهر تقشف القوم لباسهم المسوح على أجسادهم ... و نثرهم الرماد على رؤوسهم .. و تركهم أيديهم غير مغسولة . أما الإسلام فقد اعتبر الصوم واحداً من أركانه الخمسة الذي لا يتم دين المسلم إلا به ، و لا يكمل إلا بأدائه ، فهو ... أي الإسلام ـ و كما يعلم الجميع ـ قد بُني على خمس فرائض أو قواعد و هي(شهادة أنَّ لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ـ إقام الصلاة ـ إيتاء الزكاة ـ صوم رمضان ـ حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ) و هكذا نزلت الآية الكريمة واضحة بشان الصوم ... قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون . أياماً معدوداتٍ .. فمن شهد منكم الشهر فليصمه . و من كان مريضاً أو على سفر فعدَّةٌ من أيام أخر . يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ما هداكم .. لعلكم تشكرون ) صدق الله العظيم . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “ الصيام جُنَّة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب .. إلخ الحديث الشريف “ ، و هكذا نرى أن لهذا الصوم شروطاُ و آداباً ، و هو ليس الكف عن الطعام و الشراب و نحوهما من الأمور التي تتعلق بالجسد و متطلباته ، و لا بالتقشف الظاهري .. و إنما هو حياة روحانية يزينها الذكر و البر و الإحسان و الفكر و التخلُّق بمكارم الأخلاق و صيام أعضاء الجسد جميعاً عما حرَّم الله بدءاً بالعين و اللسان .. مروراً بالأُذُن و البطن عن تناول الحرام أو المشكوك فيه .. و انتهاء باليد و الرجل ، و قد شُرع في السنة الثانية للهجرة . تلك هي فكرةٌ موجزة عن شهر رمضان .. و تعريفٌ مبسَّطٌ به . - 2 – و رمضان ـ كما يعلم الجميع يزورنا مرة كل عام ، فيوشح العالمين العربي و الإسلامي بردائه السَّماوي العطر ، و يصوم فيه من يصوم تقرباً و احتساباً .. و يفطر من يفطر فمن كان مريضاً أو على سفر ، و لكن ثمة أناس يفطرون فيه لأسباب هي بحد ذاتها بهجة للسامعين .. و لا تّخلو من عنصري الإمتاع و الفكاهة ،‏

و بخاصة بعضُ الشعراء القدامى و المحدثين الذين غلبتهم طبيعة الفن و نزعة التمتع بالحياة ، و الذين كانوا ما إنْ يروا إقبال شهر رمضان حتى يتفنَّنوا في التماس الحيل للتخلص منه و الهروب من لوم اللائمين ،‏

و يحضرني في هذا المقام الشاعر “ أبو عمرو الهندي “ .. و هو عربي أصيل من أشراف بني “ تميم “‏

إلا أنَّ ولعه بالخمر و تعلُّقه بها قعدا به عن منزلته ، و كان أستاذ الشاعرين “ والبة بن الحباب “ و “ الحسن بن هانئ الملقب بأبي نواس “ .. و عليه تتلمذا .. و من مدرسته تخرجا في معاني الخمريات التي ابتكراها و عُرفتْ عنهما بعده ، و كان “ أبو عمرو “ هذا يسكن بغداد ، فإذا أقبل رمضان فارقها إلى بلاد فارس حيث يعكف على الشراب في بيوت المجوس .. أو إلى أديرة النصارى في بلاد الشام ، حيث يجد فيها بغيته من الشراب و اللهو ، و يظل كذلك على هذه الحال ، حتى إذا انقضى شهر الصيام عاد أدراجه إلى بغداد ، و مما قاله في ذلك الأبيات التالية التي كان الشاعر “ أبو نواس “ يتمثَّل بها في مجالسه الخاصة ..‏

و يستجيدها .. و يُردِّدها : شهر الصيام دنتْ منا طلائعُهُ فارحلْ “ لفارسَ “ .. أو فارحلْ إلى الشامِ و كيف يعرفني .. من لستُ أعرفهُ .. ؟ لا الدارُ داري .. و لا الأقوام أقوامي‏

حَيَّوْا بأزهارهم .. حتى إذا قربتْ منها الأباريقُ .. حيَّا جامُهم جامي 3 أما تلميذه “ أبو نواس “ فقد كانت له صولاتٌ و جولاتٌ في هذا المجال بعد أستاذه “ أبي عمرو “ ، و ها هو يقول بعد أن منعه الصوم العقار : منع الصوم العُقارا و ذوى اللهوُ .. فغارا‏

و بقينا في سجون الصوم للهـــــمَّ أســــــارى‏

غير أنا سنداري فيه من ليس يُدارى‏

نتغنَّى ما اشتهيناهُ من الشعر .. جهارا‏

فاسقني حتى تراني أحسبُ الديك حمارا‏

و بالرغم من فسقه و فجوره في رمضان مُتخفياً ، إلا أنه كان يطلب أنْ يعوّض في شهر “ شوَّال “ أضعاف أضعاف ما فاته من متع في رمضان فيقول : استعـذْ مـن رمضـــانِ بسُـلافـــات الدِّنـــانِ و اطوِ شوَّالاً على القصف .. و تغريد القيان و ليكُنْ فـي كـل يـــومٍ لــكَ فيـه سكرتــــان أوفق الأشهر..ماأبعدها عن رمضان 4 و مع ذلك .. و مع أن الشاعر قد ملأ الدنيا فسقاً و فجوراً .. إلا أننا نراه في أخريات أيامه يتجه إلى الله العلي القدير و صاحب الملك و السلطان بهذا الدعاء الحار النابع من أعماق القلب ليُكفِّر به عما ارتكب في شبابه من سيِّئاتٍ و معاصٍ فيقول : إلهنــا .. مـا أعدلَـــك مليـكَ كــلِّ من ملــَكْ لبِّيْــكَ .. قـد لبَّيْــتُ لَــك لَبَّيْكَ إنَّ الحمد لَكْ و المُلْكَ .. لا شريكَ لَكْ ‏

و الليل لما أنْ حلَكْ و السابحات في الفَلكْ‏

مـا خــاب عبدٌ ســألَكْ أنتَ لــه حيـثُ سلَــكْ لــولاكَ يـــا ربُّ هلَـــكْ يــا غافلاً.. مـا أغفلَكْ عجِّـلْ .. و بـادرْ أجـلَكْ و اختــم بخيـــرٍ عملَــكْ و لا يكتفي بذلك .. بل يُتبعُ هذا الدعاء الحار .. بدعاء حار جديد آخر أيضاً .. يتوسل به إلى الله تعالى أن يعفو عنه ما تقدَّم من ذنبه .. و أن يشمله برحمته التي وسعتْ كل شيء فيقول : يا ربُّ .. إنْ عظُمتْ ذنوبي كثرةً فلقد علمتُ بأن عفوَكَ أعظمُ‏

إن كان لا يرجوكَ إلاّ مُحسنٌ فبمن يلوذُ و يستجيرُ المجرم .. ؟‏

أدعوكَ ربّ ـ كما أمرتَ ـ تَضرُّعاً فإذا رددتَ يدي .. فمن ذا يرحم .. ؟‏

مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجا و جميلُ عفوكَ .. ثم إنِّيَ مُسْلمُ 5 أما الشاعر العباسي المشهور “ ابن الرومي “ فقد مرَّ هو الآخر بما مر به الشاعر “ أبو نواس “ أيضاً ، و لكن مع اختلاف الموضوع ، ففي الوقت الذي كنا نرى فيه “ أبا نواس “ يتبرم من “ رمضان “ لأنه كان يمنعه اللهو الشراب ، فإننا وجدنا “ ابن الرومي “ يتبرمُ منه هو الآخر ، و لسبب آخر أيضاً يتمثل في طول الوقت ، و بخاصة إذا أتى رمضان في فصل الصيف ومع ذلك فإن الشاعر كان يسومه .. إلا أنه قال : شهر ُ الصيام مباركٌ ما لم يكُنْ في شهر آبْ‏

الليلُ فيه ساعةٌ و نهاره .. يوم الحساب‏

خِفتُ العذابَ .. فصمتُه فوقعتُ في نفس العذابْ كما قال أيضاً سامحه الله : شهرُ الصيام .. و إنْ عظَّمتُ حُرمتهُ شهرٌ طويلٌ .. ثقيلُ الظل و الحركَةْ‏

يمشي الهوينى .. فإما حين يطلبنا فلا “ السُّليكُ “ يُداينه .. و لا “ السَّلكهْ‏

يا صِدقَ من قال : أيامٌ مباركةٌ إن كان يكني عن اسم الطول بالبركهْ‏

شهرٌ .. كأنَّ وقوعي فيه من قلقي و سوء حالي .. وقوع الحوت في الشبكَهْ و مع ذلك فإنه فعل كما فعل “ أبو نواس “ من قبله ، و ارتجع إلى الله في أُخريات أيامه هو الآخر أيضاً .. و أصبح لا يذكر رمضان إلا بالخير ، فلنستمعْ إليه و هو يهنئُ الخليفة بعيد الفطر السعيد فيقول : قد مضى الصوم صاحباً محمودا و أتى الفطر صاحباً مودودا‏

ذهب الصومُ .. و هو يُحكيكَ نُسْكاً و أتى العيدُ .. و هو يحكيكَ جودا و كذلك تهيِّئُهُ ثانية بعيد الفطر الذي تلاه فيقول أيضاً : رأى العيدُ وجهَكَ عيداً له و إنْ كنتَ زدتَ عليه جمالا‏

و كبَّرَ حين رآكَ الهلالُ كفعلكَ حين رأيتَ الهلالا‏

[ مما قرأت واعجبني ]







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!