عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2011, 07:48 PM
المشاركة 3
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب ايوب صابر، تحية وترحيب بفتحك هذا الحوار الهام
فضلت نشر هذا النص في منتدى القصة لعلاقته القوية بفن القص .هذا أولا
ثانيا ، من الهام جدا اثارة حوار وتطوير مفاهيمنا عن هذا العالم السحري الذي اسمة القص او الرواية..
اعتمدت فقط على تجربتي.. عندما كتبت:" "هناك شروط لغوية صياغية وفنية تكنيكية، هي التي تشكل جوهر القص (الرواية) بكل فروعه، وهذه الموهبة برأيي تولد مع الكاتب وتتشكل في مراحل وعيه الأولى، وتكتمل بناءً على ظروف تطور وعيه. وعليه قررت ان اكتب هذا المقال لعلي أوسع النقاش الثقافي الذي بدأ بمقالي السابق عن القصة القصيرة جدا. وقد اعتمدت هنا على تجربتي، بعيدا عن كل النظريات والتنظير التي لا أراها الا دخيلة ومتطفلة على جوهر الإبداع !!". فانا حقا أعني ما قلت .
فيروس القص ، اذا استعرنا هذا التعبير، يتطور مع الطفل، وهذا يتعلق بظروف نشأته.. وما توفر له في طفولته من حكايات واساطير ممتعة، من الواضح اننا نولد متشابهين، ولكن ظروف نشاتنا تختلف.. اما اللحظة الحاسمة في التحول الى الكتابة، فهي مرحلة تبدأ مع بداية تشكل الوعي ـ وتتطور تدريجيا في سنوات الشباب الباكر.وربما تحتاج الى دافع بيتي أيضا.. والظن ان التطور يتوقف هو خطأ.. الفلسفة والدراسات الاجتماعية والنفسية وعلم الجمال وعلم الاخلاق والتجارب الحياتية ، والخوض بمعترك الحياة بكل تحدياتها ، بكل قساوتها وبكل متعها، يراكم التجربة للكاتب.
اما كتب التنظير التي قرأتها فلم تترك في نفسي شيئا من الفائدة المرجوة.
من المهم القراءة الواعية لأعمال الكتاب، لفهم اساليب تنفيذ فكرتهم، لغتهم القصصية ، حوارهم ،والتركيب الفني لمجمل العمل هو مدرسة هامة لاثراء الوعي القصصي.
على الأقل هذا ما حدث في حالتي.
ليس شرطا ان نشاة طفلين متشابهين في تثقيفهما المنزلي والمدرسي ، تقود لنفس الاتجاه، من هنا أعتقد ان الموضوع يتعلق الى حد كبير بمدى تأثير الموضوع على الطفل،الجانب النفسي، والجانب الاجتماعي ، انا مثلا اكتشفت الكتابة بالصدفة، بدأت كتقليد للقصص التي أسمعها وللأفلام التي اشاهدها.
بدأت قراءة الرويات منذ الصف الرابع ، وأعني روايات نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم واحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم والسباعي ويوسف ادريس وغيرهم.. وفي الصف الثامن انتبه لكتاباتي قريب مثقف فحثني على النشر. ارسلت احدى قصصي لمجلة ثقافية هامة ، وفوجئت بنشرها مع الاشارة ان الكاتب شاب ناشئ. ومن يومها اكتشفت ان الكتابة ليست تقليدا لفلم او رواية بل اختراع شيء جديد لم يسبقك اليه أحد، و تطوير الخيال وايجاد ابطالي من الناس الذين أعيش وسطهم، وتطوير الحدث الاجتماعي الى حدث قصصي ، هكذا انطلقت ببطء ولكن باصرار واندفاع ورغبة ملكت علي كل عالمي.
ربما هناك كتاب تبدأ معهم الكتابة بظروف مختلفة.. وبجيل متقدم أكثر.. ولكني على ثقة ان شيئا ما من طفولتهم يحثهم للكتابة.