عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2011, 10:41 PM
المشاركة 13
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مساء الخير أستاذ أيوب

الى أن يحضر هنا من يزيد على الموضوع بمشاركة وجدت هذا التقرير






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم يكن الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي، ليخوض

تجربة التنقيب عن النفط في المملكة، دون الاستعانة

بشخص ذي فطنة ودراية بخبايا الصحراء،

فكان "خميس بن رمثان"، أحد أهم أسماء قصّاصي الأثر

السعوديين في حقبة الثلاثينات، والذي ساهم مع أول

فريق للتنقيب عن النفط، للكشف عن بواطن الأرض،

وما تكتنزه من "الذهب الأسود"، فكان النتاج "بئر

الخير" في مدينة الدمام، التي ضخت ما معدله 1585

برميلاً يومياً حينها، وكان دور ابن رمثان بارزا في

وقته، والذي حُفر اسمه في ذاكرة شركة "أرامكو"

السعودية، التي حفظت له جميل صنعه،

بإطلاق اسمه على إحدى آبار المملكة.

تتبع آثار المجرمين والإرهابيين


وزارة الداخلية السعودية بدورها،

لم تغفل ما قامت به "أرامكو" سابقاً

من الاستعانة بقصاصي الأثر في تتبّع الآثار، والكشف

عمّا اعتقد البعض أنه من "الغيبيات"

التي يصعب معرفتها، فجنّدت في رُدهاتها قرابة 90

موظفاً، تحت مسمى "قصّاص أثر" للاستفادة منهم في كشف

غموض الجرائم، والقضايا الجنائية، إلا أن هذا

الاهتمام من "الداخلية"، يظل غائبا عن عدد من

الدوائر الأمنية، التي لا تعرف حتى عن وجود أناس

يقومون بهذا العمل في وقتنا الحاضر! وباتصال بعدد

من منسوبي الأمن العام وأقسام الشرطة في العاصمة

الرياض، تبيّن عدم معرفتهم بوجود قسم يحوي قصاصي

الأثر في وزارة الداخلية، بل إن أحد منسوبي

الشرطة نصح بالبحث عنهم في "قصر الحكم" في الرياض،

وبالاتصال بقصر الحكم ردّ عدد من الموظفين بأن

"المرّية" تركوا العمل، في القصر ولا أحد يعرف عنهم شيئاً!.

القائفون العاملون في إدارة المجاهدين بوزارة

الداخلية بالعاصمة الرياض، هم على أهبة

الاستعداد، ومنهم من يعملون على مدار 24 ساعة،

بحيث يكون قصّاصو الأثر جاهزين عند طلبهم، لاقتفاء

أثر المجرمين، حيث يستلم قسم قص الأثر البلاغ

من أقسام الشرط، وينتقل الأفراد إلى موقع الجريمة.

ويتمثل عمل قصّاصي الأثر بشكل عام بالاطلاع على

آثار المجرم، والاحتفاظ بها إلى حين مطابقة الآثار

مع المتهمين لاحقاً، أو الحضور إلى أقسام الشرط

للتعرف على المجرمين من خلال آثار أقدامهم،

أو ملاحقة الآثار في المناطق التي يمكن اقتفاء الأثر

بها، كالمناطق الترابية. وفي الآونة الأخيرة، استفيد

منهم في تتبّع آثار "الإرهابيين" في الجبال، كما قبض

على عدد من المطلوبين أمنيا في الرياض، بجهد مساعد

من قصاصي الأثر.

مشوار "العرق"


قصة تحديد نسب شاب فقده ذووه وهو صغير، دارت

أحداثها منذ أكثر من 40 عاماً، وكان لها وقعها

في ذاكرة مدير قسم قصاصي الأثر في وزارة الداخلية،

راشد بن صالح العرق، المنتمي لقبيلة "مرّة"، ذلك

أن هذه القضية التي كان شاهدا عليها وهو لم يتجاوز

10 أعوام، أثبتت قدرته على تحديد نسب الشاب

المفقود منذ 25 عاماً، وخلقت بداخل الفتى راشد

تصوّراً عن تحلّيه بموهبة "قصّ الأثر"،

التي وّجدت لديه بالفطرة.


أبو صالح، يروي صحبته مع "القيافة"، قائلا:

إن "مهارة قصّ الأثر تنشأ مع الإنسان

من خلال معايشته للطبيعة، وهي موهبة اشتهرت بها


قبائل "مرّة" التي أنتمي لها، مضيفا "لقد تم ذكر

قصّ الأثر في القرآن الكريم في سورة الكهف، في قوله

تعالى (ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً).

وكان والدي صالح العرق أول قصاص أثر في عهد الملك

عبد العزيز". وبعد وفاة صالح العرق، خلفه

في ترّؤس قصاصي الأثر أخوه عبد الهادي، ومن ثم تولى

راشد المسؤولية، حيث تتبعه 5 مجموعات، وكل مجموعة

تتكون من 20إلى 30 فرداً،

وجميعهم يتبعون لوزارة الداخلية.

حكم القائف


الدقة في تحديد الأثر وصاحبه، جعلت عددا من الدوائر الحكومية في عهد الملك عبد العزيز،

وعهد الملك سعود، تأخذ برأي "القائف"،

بحسب ما يبين راشد العرق، خصوصا

مع عدم وجود الأدلة الجنائية سابقاً،

حيث يتم الحكم بالقصاص، وقطع اليد، بناء على

مرئيات وشهادة قصاص الأثر، كما يقول "العرق".


مصاعب القيافة


تطور البناء والعمران المتسع، والتكنولوجيا

الحديثة، كما تبدل أحوال المناخ،

كلها مصاعب تقف أمام القائف في مهامه،

كما يشير "العرق"، حيث "أصبحت ممارسة القيافة

أكثر صعوبة في الوقت الحالي، لاختلاف ظروف الحياة

المدنية، حيث إن الإنسان لم يعد يعيش في الطبيعة

كما في السابق، وهذا أتعب قصاصي الأثر كثيراً".


الطقس بحسب "العرق" من أكثر العوامل صعوبة

والتي قد تواجه قصاصي الأثر، فهو عنصر مؤثر، سواء

بإخفاء الأثر، أو إتلافه، وخاصة الطقس الماطر

بشدة، أو العاصف، دون أن يعني ذلك أن الآثار

سيضيعها الطقس تماما، حيث يمكن التعرف على الأثر

في الأرض الطينية، بل "إنه في كثير من الأحيان تكون

أوضح من مثيلاتها في الأرض الترابية"،

كما يقول "العرق".

تدريس القيافة


هل يمكن تدريس "القيافة"؟

سؤال أجاب عليه باحثان في كلية الملك فهد الأمنية

بالرياض، حيث توصلا إلى عدم إمكانية تدريس

القيافة، وفق منهجية علمية كبقية العلوم،

بحسب آراء 56.1% من العينة المستهدفة.


الدراسة التي أعدها الباحثان العميد حسين الحصيني،

والدكتور منصور المعايطة، شملت 41 شخصاً، يتوزعون

في مدن: الطائف، عنيزة،

الأحساء، بريدة، حرض، خريص، وطبرجل.

وأوضحت نتائج الدراسة أن قص الأثر، ليس تخصصاً

دراسياً يمكن تعلمه من خلال الدراسة النظرية أو

التطبيقية كبقية العلوم، بل هو مهارة خاصة،

يعتمد في أسسه على الموهبة والميول الفطرية،

ويرتبط بقوة الملاحظة والتبصّر لدى هؤلاء الأفراد،

ومقدرة حفظ الأثر في الذاكرة لحين ربط هذا الأثر

مع صاحبه. ويمكن إبراز هذه المهارة وتنميتها

لدى الفرد وصقلها من خلال الممارسة والتجربة

والملاحظة، وملازمة أصحاب الخبرة والمعرفة، وتناقل

الخبرات بين زملاء المهنة، حتى يصبح من أصحاب المعرفة

والإصابة والإجادة، في هذا النوع من العمل الخاص.

كما تبيّن من خلال الدراسة أن مهارة قص الأثر

توجد لدى فئات معينة من أفراد المجتمع،

حيث كان غالبية أفراد العينة ينتمون

لقبيلة "مرّة". وتبيّن أن هذه المهارة يتم تناقلها

من الآباء إلى الأبناء والأخوة، كما بين الأقارب.

ولكنها ليست وراثية، بل مكتسبة.

وكشفت نتائج الدراسة عدم ارتباط هذه المهارة

بالمستوى التعليمي للفرد،

أو وجود قدرات تعليمية عالية.

حيث إن مستوى التحصيل العلمي لدى أفراد العينة

كان متدنياً جداً، وبلغت نسبة الأميين 26.8%، ونسبة

الذين كان تحصيلهم العلمي أقل من الثانوية

53.7%.
إضافة لما سبق، أوضحت الدراسة أن مهارة قصاص

الأثر لا تقتصر فقط على الأماكن الترابية،

أو الأماكن التي عاش فيها أو ألفها "القاف" سابقاً،

بواقع 87.8% من عينة الدراسة ذهبوا إلى هذا

الرأي. بل يمكن لقصاص الأثر ممارسة هذه المهارة

في أي مكان، كما أن دوره يتعدّى تتبع آثار الأقدام،

حيث لم يوافق 56.1% من العينة على اقتصار دور

قصاص الأثر على ملاحظة آثار الأقدام،

كما أن 61% لم يوافقوا على اقتصار دورهم على

معرفة الأثر في الأماكن الترابية فقط.

تفضيل القفاة على سواهم


الباحث الحصيني أشار في حديثه ، إلى أن "القضاء

يعتمد على آراء قصّاصي الأثر بشكل كبير"،

مضيفا أن "هنالك أحد المشايخ يُفضّل

رأي قصاصي الأثر،

على المختصين من حاملي الشهادات العليا".

مؤكدا على أنه "يتم الاعتماد على قصّاصي الأثر في

قضايا الدماء خاصة، حيث يُستفاد منهم

في التعرف على هوية الجناة، من خلال آثار أقدامهم

مثلاً، وتأخذ الجهات الرسمية بأقوال قصاصي الأثر

كقرائن قوية، وتضع المتهّمين في موضع الشبهة والاتهام،

وتُطبّق عليهم العقوبات التعزيرية فقط، ولكنها

لا تصل إلى إقامة الحدود عليهم".









خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!