الموضوع
:
ضيف على طاولة النقد .
عرض مشاركة واحدة
07-27-2011, 03:07 PM
المشاركة
24
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Feb 2011
رقم العضوية :
9742
المشاركات:
3,719
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد القلعاوي
الاستاذ .. ماجد
أنرت المنبر بحضورك
وشكرا لقبول الدعوة
في البداية .. أتمنى من الاستاذة ريم والاستاذ الزبيدي والاستاذ صابر ..
أن يكون لهم التواصل هنا معنا .. لأنهم أهل لهذا الحوار المثمر إن شاء الله
ومن ثم أقول :
سوف أبدأ معك أستاذي ماجد من نقطة وضعتها أنت في الرد على الاستاذة ريم حيث قلت :
النقد عنده هو منهج فلسفي لابد أن يتجرد الناقد من كل شيء و أن يستقبل النص المطلوب نقده و هو خالي الذهن مما سمعه عن هذا النص من قبل ..
و أن يخلي نفسه من القومية و من الديانة و من انحيازه إلى لغة معينه أو طائفة معينه في نظر طه حسين النقد عبارة عن دراسة بحثيه للنص ...
أي يبحث عن الفنيات ثم اللغويات و الخ ..
هل تعبتر أنت شخصيا الأطلاع على النص قبل تحويله إلى مشروع نقدي يؤثر على تحليله ودراسته وبحثه .. أنا شخصيا .. لا أتشجع للمرور بنص بعين ناقدة ـ على بساطة ما أمتلكه من أدوات لذلك ـ إلا بعد أن يثير النص في داخلي شيء . أسمع به أعلم عنه شيء .. أو ربما ينتقل لذهني ومسمعي حالة خاصة عنه .. أجد فيه مادة دسمة تدعو لبذل جهد نقدي .. وهنا وكأنك تدعو إلى كف البصر عن المادة المنقودة .. والدخول المفاجأ عليها والمفاجأ حتى على الناقد كذلك .. وهذا ربما يحدث في حالات خاصة قد تكون في فضاء المسابقات وما شابه . وعموما أجد أن الناقد حين يمر بنص لا يكتفي بمرور واحد ولا ثلاث بل قد يتكرر المرور مرات عديدة وبطرق مختلفة لكي يصل الناقد ببصيرته إلى بواطن النص وهنا يعاكس ما هو مطروح في ردك أعلاه . كيف تبين لنا هذه الظاهرة . وماذا تقول حول ما قلته أنا .
أنتظرك بشوق ومحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم أستاذنا القدير أحمد القلعاوي على حُسن الضيافة و أصالة الترحيب ، ونعود الآن إلى السؤال المفيد والمثري :
يقصد طه حسين بمنهجه النقدي :
(النقد عنده هو منهج فلسفي مجرد ، أي أن الناقد لابد أن يتجرد من كل شيء و أن يستقبل النص المطلوب نقده و هو خالي الذهن مما سمعه عن هذا النص من قبل ، و أن يخلي نفسه من القومية و من الديانة و من انحيازه إلى لغة معينه أو طائفة معينه في نظر طه حسين النقد عبارة عن دراسة بحثيه للنص ، أي يبحث عن الفنيات ثم اللغويات و الخ )
أي أنّ طه حسين منهجه يقوم على الموضوعية ، فإذا أراد القيام بعمل نقدي ما ، وسبق أن قام بهذه العملية ناقد آخر ، فإن الناقد الآخر لا يؤثر على عملية النقد هذه عند طه حسين. وسوف أوضح لك عملية النقد عند طه حسين ؛ لتنجلي لك الصورة أكثر ، ويزول الالتباس.
ودراسة أي عمل أدبي عند طه حسين تمرّ بأربعة مراحل ، : استكشاف النص ، وقراءته قراءة فصيحة، ثم تحقيقه وضبطه ، ثمّ تذوقه ، وهي المرحلة التي تظهر فيها روح الناقد وشخصيته.
وفي ذلك يقول : ( أريد أن أدرس شعر أبي نواس ، فأنا مضطر أوّل الأمر إلى أن أبحث عن هذا الشعر ، ولهذا البحث قواعده وأصوله ، فإذا وجدت هذا الشعر ، فأضطر إلى أن أقرأه وأحقق نصوصه ،وأقارن بين النسخ مقارنة علمية دقيقة ، فإذا استخلصت من هذه النسخ المختلفة والنصوص المتباينة نصاً انتهى إليه بحثي واختياري ، فأنا مضطر إلى أن أقرأ هذا النص قراءة الباحث المنقب الذي يريد أن يفهم ويفسر ويحلل ويستخلص ما في هذا لشعر من خصائص لغوية أو نحوية أو بيانية ، فإذا أنا فرغت من هذا كلِّه، فاستكشفت النص وحققته وفسرته ،واستخلصت خصائصه ومميزاته مستعينا في هذا كلِّه بهذه العلوم المختلفة ، فقد انتهى القسم العلمي الخالص من عمل المؤرخ للأدب ، وبدأ القسم الفني الذي أجتهد ما استطعت في أن أخفف تأثير شخصيتي فيه ، ولكنني أعتمد فيه سواء أردت أم لم أرد على الذوق ، وهذا القسم هو النقد .
وطه حسين لا يأخذ بمنهج نقدي واحد، بل يجمع بين هذه المناهج جميعا بمنهج يدعى ( المنهج التضافري ) فيتسنى له بذلك أن يفهم شخصية الأديب وعصره وفنه ، فهو لا يكتفي بالمنهج العلمي في النقد بل يضيف إليه عنصرا آخر ، وهو العنصر الشخصي الذي يقوم على ذوق الناقد.
أشكر الجميع لحسن المتابعة.
رد مع الإقتباس