عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2011, 02:46 PM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]
أهلا بك أخى الفاضل أسامة المهدى
وجزاك الله خيرا ..

والذى أقوله بالنسبة للتيار السلفي ـ وينبغي التفرقة بين التيار السلفي كأشخاص والذى به الكثير من العيوب والملاحظات وبين المنهج السلفي الذى هو منهج كل مسلم على وجه الأرض ـ هذا التيار فى المجال السياسي به عيوب ترقي إلى درجة خلق الفرعونية لدى أى حاكم , والمشكلة أن هذا يتم باسم الدين وباسم الإسلام
رغم أن الإسلام هو دين الصدع بالحق فى وجه الظالم .. والتاريخ الإسلامى أمامنا مليئ بالنماذج الشارحة لذلك فضلا على أن الدعوة الإسلامية هى بالأصل كانت هتافا بالحق والوحدانية تجاه دنيا الشرك والمصالح السياسية , وهى دعوة كل نبي ورسول من المرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم
وهذه المشكلة أو العيب المركزى فى الشأن السياسي لدى التيار السلفي يكمن فى أنهم يطبقون فقط آيات الطاعة ويتجاهلون أى آية أو تشريع يطالب بالجهاد فى وجه الظلم , ويتجاهلون أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق , وهذا فى مجال المعاصي التقليدية فما بالك بسياسات الظلم والنفعية التى تهدر مصالح البلاد والعباد وما بالك بالخيانة والتواطؤ مع اليهود والصليبيين تجاه المسلمين وهى الأفعال المقرونة اليوم بسائر حكامنا ..

ومن الغريب أن يدعى أتباع التيار السلفي المعاصر أنهم يتبعون بن تيمية وأحمد بن حنبل , ورغم ذلك يتجاهلون جهاد هذين العملاقين ضد سياسات الحاكم التى أضرت بالتشريع فى أمور أهون بمراحل من الجرائم التى ارتكبها حكامنا اليوم

خلاصة القول أن سؤالك يمكن إجابته فى ضوء معرفة هذا العيب , حيث تقول
وإني لأنتهز هذه الفرصة لأسـأل عن أمر قرأت عنه خبرا في إحدى الصحف يييد بأن بعض المنشورات يتم توزيعها في مترو الأنفاق بالقاهرة ، وجاء فبها بحسب ما نشرته الصحيفة:
"..... فالواجب على شعب مصر هو (السمع والطاعة في المعروف للمجلس العسكري) ولذلك تبرير "لأنهم ولاة الأمر في هذه الفترة الانتقالية باتفاق الأئمة الأعلام على مدار الزمان، والحكماء والعقلاء والأوفياء - خطوط حمراء تحت صفة الوفاء"
وأيضا :"..... فمن أطاع المجلس الأعلى فقد أطاع رسول الله، ومن عصاهم فقد عصى رسول الله" مستشهدا بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم-:"من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصي الله،ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني".
وكذلك :"........ من أراد أن يقوم بدور الناصح الأمين للمجلس الأعلى فبالأدب والاحترام، مشددا على أن يكون ذلك "سراً دون إعلام أحد من الناس" ....... "من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له".
وأنت هنا على حق فى السؤال ..
لأن صاحب هذا الكلام يخلط ـ كالعادة ـ بين الأحكام , وعن عمد لأن مثل هذا الخلط لا يمكن أن يقع فيه العلماء والدعاة المنسوب إليهم هذه التصريحات
فكما خلطوا بين القصاص فى الجرائم الفردية وبين القصاص فى جرائم الساسة والإفساد فى الأرض
هنا نجدهم خلطوا بين النصيحة فى مواجهة الحاكم والتى يجب أن تتم فى السر وبين الصدع بالحق فى وجه الحكام إذا مالوا عن الحق وحرية التعبير عن الرأى
فالنصيحة إنما تكون فى غير أمور الضرر بالرعية , وحال توفر العلاقة التى تكفل لصاحب النصيحة أن يؤيديها بالسر فى وجه الحكام
أما فى حالتنا اليوم مع الحكام الذين هم بطبيعة الحال لا يمكن الوصول إلي مراكزهم فضلا على الوصول إليهم على انفراد حتى يمكن أن نؤدى النصيحة فى السر , فهذا الحال لا يمكن فيه القول بوجوب النصح فى السر
( ولعلك تذكر مصير من حاول الوصول إلى قصر أو موكب أى حاكم للنصح أو الشكوى وكيف كان مصيره على أيدى الحرس )
هذا أمر

والأمر الأكثر أهمية أن النصيحة لا تكون بصدد السياسات العامة فى البلاد كما أنها لا يمكن أن تعنى الحجر على الرأى وحصره فى وجوب النصح السري وإلا ما عرف الناس الحق من الباطل , كما أن الخبراء من العلماء والمفكرين سيصمتون عن توجيه أى نقد أو توجيه لسياسات الدولة فى الصحف ووسائل الإعلام طالما حصرنا الأمر فى النصح السري فحسب
فهنا كما قلنا وقع خلط بين ضرورة بيان الحق من الباطل ـ وبالحرية المسئولة المكفولة بكل الشرائع السماوية ـ وبين أمر النصح الذى لا يتوفر إلا لرموز المجتمع ممن يملكون سلطة الدخول على الحاكم والإنفراد به

ولو أن الأمر فى الإسلام يقتصر على النصح فقط وفى السر فلماذا قبل عمر بن الخطاب هتاف المرأة أمامه علانية عندما قالت ( ليس هذا لك با ابن الخطاب ) وذلك فى مسألة المهور التى أراد عمر تحديدها ..
فتقبلها عمر بل وأشاد بها قائلا كلمته الشهيرة ( أصابت امرأة وأخطأ عمر )
وكل هذا على ملأ من الناس
كذلك عشرات العلماء مثل بن حنبل وبن تيمية واجهوا السلطان بكلمة الحق علانية , لأن هذه الأمور التى تفرق بين الحق والباطل تتعدى مسألة النصيحة إلى مسألة وجوب الجهر بالحق ,

ونأتى لقولهم أن هذا الأمر لابد أن يتم بالأدب والإحترام !!
وهذتا شبيه بما يفعلونه عندما نهتف بتخطئة أى داعية نرى منه موقفا خاطئا أو جرما حقيقيا يتسبب فى تضليل الناس ,
فهم يعتبرون مجرد قولنا أن هذا الداعية أو ذاك أخطأ أو وقع فى نفاق السلطان أو أن كلامه لا يقره الإسلام , يعتبرون هذا من نوعية الخوض فى سير العلماء !!!
ولعمرى لو صح ذلك لما سلم من علماء المسلمين عالم واحد إذ أنهم جميعا ردوا على بعضهم البعض وبأعنف اللهجات والأقوال ,
وينبغي أن نفرق بين عنف اللهجة التى يستدعيه الموقف , وبين الشتائم أو السباب التى تعتبر حقا من التجاوز ,
فالنقد طالما أنه خلا من ألفاظ السب والإنتقاص والتخوين فهو نقد مقبول مهما حوى من قوة اللفظ وشدة المعنى ..
وهذا أمر من أوجب الواجب إذ يه بيان الحق من الباطل ,
وأصحاب هذه الأقوال مغرضون يهدفون كعادتهم إلى تقرير عصمة للحكام حتى لو لم يقولوها صراحة ويعتبرون قولنا للحاكم بأنه أخطأ أو أجرم فيه نوع من عدم الطاعة !!
وهذا قمة التلبيس على الناس والله المستعان

[/justify]