عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2011, 11:38 AM
المشاركة 48
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أعزائي التلاميذ .. شكرا




من عادتي عنداقتراب نهاية الموسم الدراسي أن أطلب من تلامذتي إعطاء رأيهم حول حصيلة السنة الدراسية بصفة عامة و حول مادة الفرنسية بصفة خاصة .. ولكي أرفع الحرج عن الكثيرين الذين يريدون انتقاد بعض الأشياء التي يمكن أن أكون سهوت عنها أثناء قيامي بعملي في الفصل ولكي يكون التعبير حرا وغير مقيد باللغة ، فإني أعفيهم من ذكر أسمائهم و أتركهم أحرارا في اختيار اللغة التي يريدون التعبير بها عن آرائهم .
في نهاية الموسم الأخير ، جمعت ما يكفي لقضاء ليلة كاملة في قراءة ما كتبه تلامذتي .. و لفت نظري ورقة لا تحمل إلا بضعة أسطر .. قرأتها فإذا بي أجد نفسي أمام كلمات من أسوإ ما قرأت .. قدح وذم وسب .. كانت أعين تلامذتي تتابع ملامح وجهي وأنا ابتسم .. كل واحد كان يعتقد أنني أقرأ رسالته ، لما فيها من تمجيد و مدح وشكر.. كنت أسائل نفسي : من يكون هذا الذي يكن لي كل هذا الحقد مع أني كنت سعيدا بانتهاء موسم دراسي حافل بالنشاط و العمل المضني ..

لم يطل تفكيري و تخميني .. فقداغتنم أحدهم فرصة انشغال الآخرين بالحديث و الضجيج في انتظار الخروج ، و اقترب مني و علامات الغضب بادية على وجهه وسلم لي ورقة ، ثم عاد إلى مكانه .

"فلان هو الذي كتب الرسالة القبيحة .. أرجوك أستاذ لا تش بي "
كان مضمون الرسالة واضحا .. تأملت ذاك الذي كتبها .. وكتمت ضحكة .. فقد كان من أسوإ التلاميذ .. غياب متواصل.. شغب .. كسل .. تهاون .. إهمال ..
نظرت إلى من أعطاني الورقة الأخيرة التي فضحته فوجدته ينظر إلي برجاء .. ابتسمت له وحييته بإيماءة من رأسي .. وعندما دق الجرس كان صاحب الكلمات النابية آخر من قدم لتوديعي ، شددت على يديه وتمنيت له التوفيق..مؤكدا له استعدادي لمساعدته فيما إذا احتاج لدعم في الموسم الموالي .. خفض رأسه وقد شابت وجنته حمرة قانية .