الموضوع: يَدُ المَوْت
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2011, 06:50 AM
المشاركة 30
تركي عبد الغني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;border:4px double green;"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أشرح أخي عبده
أنا أقرأ بطريقتي ، وبما يتناسب مع هواي
ولي ولكل قارئ وناقد وصحفي الحق في ذلك

الشاعر قال قصيدته وانتهى دوره
وكل شخص حر في قراءته وفي الزاوية التي يناقش منها النص
أنت شرحت من زاويتك وجعلت للنص امتدادات تصل إلى دعاة الحلول والإتحاد
أفلا أبين وجهة نظري وشرحي من زاويتي؟
احترمت شرحك للنص ولم أتعسف على وجهة نظرك
ولكنك في مداخلتك الأخيرة قلت:

و شرحك زادالنص جراحاً بل أرى أن كونه في سياقه الذي جهد صديقك لتقديمه فيه هو خيرمما فعلت حيث ربطت أحداث الشارع العربي بالنص وجعلته نصاً إخباريا لاشعرياً.
و ننتظر بلهف شرحك للبيت الأخير المعضلة.
و تقبل خالص الود و التقدير.

أحداث الشارع العربي أيها الفاضل هي الشغل الشاغل لكل شاعر عربي في هذهالأثناء...والقصيدة بكل أبياتها ليس فيها أي خبر ... فيها آراء ومواقف ،فيها أحاسيس ومشاعر، فيها فكر وسلام...
أوردت أمثلة في تأويلي للنص من زاويتي بما يحدث في الشارع العربي حاليا ، ولكن لم ألغ أية إمكانية أخرى ، ولم أدع أن توقعي صحيحا ...
أنا لا أفرض تأويلي عليك ولا على المتصفحين ولا على الشاعر...
ولكني سعيد بفهمي ، مقتنع بحجتي وبأدلتي...ومستعد لمواصلة النقاش فيه إلى ما شاء الله...

طربت وأعجبت بهذه القصيدة ، وأنا الآن أمارس هوايتي بقراءتها ، وأستمتع بذلك ، ولا يفوتني أن أتقدم لك بأحر عبارات الإمتنان على أن جعلتني أسعد بذلك.


لَمْ تُدْرِكي مَعْنايَ في دَمِهِ

فَجَهِلْتِ مَعْنى اللهِ في النّاسِ

هذا البيت في نظري هو بيت القصيد
الشاعر في النهاية يكفر هذه اليد الشريرة
هي مولعة بالدماء متعطشة لسفك المزيد
والشاعر يدرك ذلك فيكتب المعاني بمداد من دمه
أملا في إقناعها بعدم الإسترسال في هذه الإثم الشنيع
وهي في النهاية لا تدرك ولا ترتقي لفهم إشاراته
ومواعظه ...

هو نوع من النرجسية والإعتداد عند الشاعر
يشعر به كبار الشعراء والمفكرين والدعاة المغمورين
أو غير المنتشرين أو المهمشين لسبب أو لآخر...

ألم أقل لك ذلك أيتها البائسة الماكرة؟
ألم أدعك فلم تستجيبي؟
لا خيار لدي إلا أن أصنفك ضمن الكفرة الفجرة...
لأنك جهلت معنى الله في الناس...
وصلت يا سبب المصائب إلى أرقى درجات الدناءة على الإطلاق...
ما عاد للناس لديك أي اعتبار...
الناس الذين يحتوي كل فرد منهم على معجزات الله التامات
ويمتاز كل فرد منهم بتكريم شخصي ومباشر مع الله
الناس الذين يختلفون في الألوان والأجناس ويتحدون في التفكير والإحساس
البشر الذين جعلهم الله خلفاءه في الأرض وجعلهم الوارثين
وكلفهم بالأمانة التي رفضتها السماوات والأرض والجبال
البشر بشخصياتهم وبأعضائهم وجوارحهم وخلاياهم التي لا تقدر أثمانها بأموال الدنيا
البشر الذين خلقهم الله لعبادته وتقديسه وإجلاله عن عقل وترو واختيار
البشر ، الكائنات الأرضية الوحيدة التي تدرك وتتبصر وتتأمل في ذات الله

في عالم الشهادة والمحسوس...
هؤلاء هم في النهاية من يذكرون الله ويصلون له ويسجدون بين يديه أذلاء صاغرين
عن وعي واقتناع ...
تقتلهم وتزرع بينهم بذور الفتنة أيها الشرير...
أنت

في النهاية تقتل معنى الله

تحارب ربك الذي خلقك
تتجرأ على الذي خلقك فسواك فعدلك


أليس هذا منتهى الجهل بمعنى الله في الناس؟



هكذا يا أخي عبده أرى ما فكر فيه الشاعر وهو يكتب هذه القصيدة
يعاتب فيها يد الموت العشوائي الذي ينتشر بفيروسات الحقد
وجراثيم الضغينة والأنانية المقيتة...
يؤجج نيران الحروب بين الطوائف والأديان
ويذكي كل بوادر التطاحن ، ويطلق صرخات الفزع في كل دار آمنة
حتى يجعل من الإخوة في الإنسانية عداوة تسري كالنار في الهشيم
فتفتك بمظاهر الحضارة ، وتحول الإنسان إلى حيوان قاتل
لا يستمتع بالحياة التي وهبها الله له

ولا يترك غيره يأمنون ويستمتعون


عشر أبيات بإمكان المرء أن يكتب في تفصيل معانيها عشرة كتب
هذا هو الشعر
شعر القضية والفكر
شعر الثورة على طريقة فهمنا للتاريخ
وعلى طريقة فهمنا للدين


ما أحوج شعرنا العربي إلى الإلتزام بمثل هذا النهج
الذي يعيدنا إلى مكانتنا الراقية بين الأمم والشعوب


أقرأ هنا قصيدة تعدل آلاف القصائد المبتذلة للمدح والعشق والفخر الأجوف الذي لامعنى له...
أقول جيدا آلاف القصائد ولا أبالغ...
شاعرنا تركي في قصيدته لا يمدح طاغية بمئات الأبيات من النفاق الصريح
ولا يتحدث عن عشق مائع ولا يصف خصرا نحيفا

إنه يوظف فكرا نقيا صافيا للتآخي والسلام
وهو في معاتبته ليد الموت الشريرة
وفي إلغائه وتكفيره لها يستعمل أرقى أنواع الذكاء في مخاطبة الضمائر البشرية
المستهدفة بالقصيدة أصلا...
إنه لا يتهمنا مباشرة ، مع أننا نستحق...
هو يصطنع لنفسه شخصية ، فيخاطبها ويلقى عليها مسؤولية الذي يجري
ويجلدها بسياط شعره في قسوة وعنف...
ولتفهمي ياجارة...
تحياتي وتشكراتي وامتناني لك يا أخي عبده
على إتاحة هذه الفرصة لمحاولة تفكيك رموز هذه الرائعة
وتحياتي وتشكراتي وامتناني
لمن أبدع وأقنع ، أخي تركي عبد الغني



[/tabletext]


















>
>
>
ربما أستاذي الرائع

وصديقي الحبيب

أمر وسأمر إنشاءالله بتعليق وشكر على مداخلتك ولكني وددت أن أقول شيئا ما


لي قصيدة عنوانها سفر التراب وهذا رابطها

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3014

وهي على لسان الروح
تشير الروح من خلال حديثها المباشر مع الجسد
إلى من هم - وللأسف - مثل صديقنا ( وأخينا ) - إن قبل ذلك - الأستاذ عبده فايز الزبيدي
فأنا كافر بنظره وحسب معتنقه التكفيري وللأسف
فهم من تتحدث الروح عنهم في خطابها مع الجسد فلم يروا النص إلا من زاوية ضيقة
ولكم هي تكاد تنغلق
لا أريد أن أطيل
ولست من أنصار شرح القصيدة وخاصة ممن كتبها ولكن للإشارة إلى شيء ما