الموضوع
:
التغلغل في الرمز يؤثر على الذوق الفني
عرض مشاركة واحدة
07-14-2011, 06:22 PM
المشاركة
6
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
May 2007
رقم العضوية :
3512
المشاركات:
1,928
حياك الله و أكثر في الأدباء أمثالك!
أحسنت أيما إحسان .
و قضية الغموض و الرمز حجة يحتج بها من لا حجة له بله أن تكون له موهبة.
و
لا يحتاج السليم للرمز إلا للضرورة و لنا في قصة زكرياء عليه السلام المثل القرآني حين جوّز لنبيه الكريم استخدام الرمز لعدم قدرته على الكلام كآية لمجيء الولد بعد طول عقم .
و الإبانة هي لباب الفصاحة (بلسانٍ عربي مبين) و البغمة في الأصوات تقرب من لغة الطيور و الحيوانات.
و
يسرني أخي الكريم أن أقتبس كلمات
للعقاد
رحمه الله تعالى حول هذه المعضلة قديماً و حديثاً:
((
مسوغات الرمزية
و التعبير بالرموز عادة قديمة في تعبير الإنسان , بل عادة قديمة في بديهة الانسان.
ف
الحالم
مثلا يعبر في منامه عن شعور الضيق أو الخوف بقصة رمزية يتمثل شيئاً مخيفاً في صورة وحش أو مارد مرهوب.
و الكاتب الذي لم يعرف الحروف الأبجدية يرمز إلي المعاني بالشخوص و الرسوم ...
و
كهان الديانات
يرمزون و يعمدون كثيرا إلي الكنايات و الألغاز, لأنهم يجعلون لغة الدين لغة سرية ينفردون بها و لا يطلعون سواد النَّاس على دخائلها, فيختارون الرمز في التعبير و إن قدروا على الإفصاح و التصريح.
و
النساك المتصوفون
يرمزون لأنهم لا يستوضحون المعاني الغامضة التي تجيش بها نفوسهم في حالة كحالة الغيبوبة أو نشوة من نشوات الذهول , فيُؤثرون التشبيه لأنهم عاجزون عن التوضيح و يخاطبون من يعرف حالهم برمز منم هنا و تورية من هناك فلا يحتاج منهم إلي زيادة إيضاح.
و كان
بعض الدول
يقهر الرعية على عقيدة لا يدينون بها و قد يدينون بغيرها, فيشيرون إلي عقائدهم برموز يفهمونها و يجعلون للألفاظ الشائعة معاني غير معانيها المتفق عليها في اللغة المتداولة , ثمّ ينبذون تلك الرموز إذا ارتفع عنهم الضغط و الإكراه.
و قد يكون الرمز اختصاراً لعبارة مفهومة أو صورة ظاهرة , كرمز الرياضيين, و الكيميائيين بالخطوط و النقط إلي الأفلاك أو العناصر أو المقادير.
فالرمز شيء مألوف في تعبير الإنسان و في طبيعة الإنسان
, و لكنه
مألوف على حالة واحدة لا يخلو منها معرض الرمز و الكتابة , و هي
حالة الاضطرار
و العجز عن الإفصاح
, فلم يرمز الإنسان قطُّ و هو قادرٌ على التصريح و التوضيح, و لم يجد كلمة واضحةً لمعنى واضح ثم آثر عليها الالتواء شغفاً باللالتواء.
.... لكنها ظهرت سائغة مدعوة إلي الظهور بدعوة التطور في التفكير و الشعور , ثمَّ استحقت الاحتجاب قبل أن تتمكن من الثبات على الأساس الصحيح .... و صدقت عليها الفكاهة التي تحدّتَ بها ظرفاء بغداد عن
بهلولٍ المجنون
, حين قالوا:
إنه كان يغني بدرهم و يسكت بدرهمين.
فالمدرسة الرمزية التي وجب ظهورها مرة وجب سكوتها بعد ذلك مرتين , و لم يلبث
الفرنسيون
أن أطلقوا عليها اسم
مدرسة الهبوط و الإنحدار
(
Decadents
) ...
)*
و
مداخلتي مع أستاذنا المحبوب
أيوب صابر
:
هل العقل الباطن قديمٌ أم محدث؟
فإنْ
كان قديماً
قدمَ الإنسانية فما بال العرب في الأجل الأعظم من كلامهم صرحاء المعاني و
القرآن
يحاورهم بلسان عربي مبين لا بغمة فيه و لا رمز , و إن
كان حديثاً
فهل حُرم منه السابقون و استأثر عليه المحدثون؟
و شكرا للجميع.
تثبيت.
* عباس محمود العقاد,
المجموعة الكاملة , المجلد الثاني و العشرون, دار الكتاب العربي.
وسائلٍ عَنْ
أبي بكرٍ
فقلتُ لهُ:
بعدَ
النَّبيينَ
لا تعدلْ به أحَدا
في
جنَّةِ الخُلدِ
صِديقٌ
مَعَ
ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا
رد مع الإقتباس