أوَّاهُ يالَيلُ كم ضَاقَت بنا السُّـبُلُ
عَادَ الحَنينُ ونَارُ الشَّوقِ تَعـتَمِـل
أَدمَى فُؤادِي عَـبيرٌ كنتُ أعـرِفُهُ
والعَـينُ تَـبكِي مَتى ياجُرحُ تَندَملُ
مَاذا عَـسَانِي بِهَمٍّ بـتُّ أحمِلهُ
أَبكِـيهِ لَـيلِي ومُـرٌ الطَّعمِ أنتَهِـلُ
كمْ بي أنينٌ وكم في القلبِ مِن ألمٍ ...
هَل لِي إلى الغَيمِ مِن دَربٍ كَماالمُقلُ
عَينَايَ تَـرنُو إلى الغَيمَاتِ أَرقُـبُهَـا
كالطَّـيرِ مِنْ شَوقِها للخِـلِّ تَرتَحِلُ
أشـكُـو نُجُومَكَ يا لَيلِي أُبَادِلُها
أحـزَانَ قلبِي عَسَى يَرتَـادُنِي الأَمَـلُ
إنَّ البُحُورَ التي قد بَاعَـدَت صُوَرَاً
هَيهَاتَ أنسَاهُمُ في القلبِ قد نَزَلُـوا
غَابَت عَنِ العَينِ أجسَادٌ وإنْ رَحَلَتْ
تَبقَى نُجُومٌ بِوَسطِ القلبِ بَل شُعَلُ
يانَورَسَ البَحرِ خَـبِّرهُم كَمِ انتَظَرَتْ
مِينَاءُ شَـوقِي مَراسِـيهم مَتى تَصِـلُ
هَامَت على بُعدِكُم رُوحِي وإنْ عَصَفَتْ
آلامُ قَلبي متى يَصفُو لها الأَجَلُ
أرسَلتُ في بُعدِكُم شَوقِي وتَسبِقُنِي
رُوحِي إليكم وكَم تَشـتَاقُكُم قُبَلُ
نَسْمٌ كما الوَردِ كم طابَ الرَّبيعُ بهِ
كم يُحبِطُ النَّفسَ من لُقيَاكُمُ الوَجَلُ
أسلَمتُ أمري إلى مَولايَ يُنصِفُنِي
مَولَىً كَريمٌ بهِ الأحلامُ تَكتَمِلُ
رَبٌ قَديرٌ وكلُّ الكَونِ في يَـدِهِ
طَابَت حُرُوفِي بِذِكرِ اللهِ والجُمَلُ
هَل لِي إلى دَارِهـم يَاربُّ مُنقلَبٌ
عـندَ المَقادِيرِ كُلُّ الـنَّاسِ تَبتَهِلُ
نهاد البغدادي