الموضوع
:
إباء ق.ق.ج
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
12
المشاهدات
7238
مرام عيّاد
من آل منابر ثقافية
المشاركات
196
+
التقييم
0.04
تاريخ التسجيل
Feb 2011
الاقامة
رقم العضوية
9739
07-10-2011, 08:49 PM
المشاركة
1
07-10-2011, 08:49 PM
المشاركة
1
Tweet
إباء ق.ق.ج
رنًّ هاتفهُ فرحاَ ,,
_ يا صاح : القرية آمنة , لا أثرَ لجيشِ الإحتلال
إنتفضَ جسمهُ فرحاً , أفرغَ كلَ ما في ملابسهِ من أسلحة , تركَ جانباً مسدسهُ بعدَ أن تأكدَ أنه ُيخلو من أي رصاصة.
و دنى مسرعاَ إلى بيته , يتسابق و شوقه إلى زوجتهِ وطفلهُ الصغير وطفلتهُ الكبرى المشاكسة "
إباء
"صاحبة ألأربع شمعات .
حاولَ أن يخفي أيَ ملامحَ لخوف , لحزن , لتعب , لإرهاق ,,,, أخفى كلَ ألمِ يحتفظُ به ورسم َ الضحكة والإبتسامة على وجهِ الحزين ,
هيأَ جسمهُ التعب ليتحضن كلا زوجتهِ وأطفاله .
إختفت الأشجار والصخور من أمامه ليجدَ نفسهُ أمامَ بيته , حيّرَهُ هدوءَ بيته : " تُرى
إباء
نائمة ؟! " وما لبثَ سؤاله من غيرِ إجابة
فسرعان ما انتشرَ صوتُ صراخها باكية , أسرع الدخولَ إلى بيته لعلَ رؤيتها لأبيها تنسيها ما كانت تبكي لأجله .
حملها , قبّلها , إشتمَ رائحتها العطرة , ودنى من زوجته ِ مبتسماً وشوقهُ لها يفيضَ شلالاً وتاهت عيونه عنها ليبحثَ عن طفله
_ معاذ يغطُ منذُ ساعة في نومٍ عميق , يكفيكَ اليومُ مشاكسة إباء .
_ ما الذي كانَ يبكيكِ يا حلوة .
_ أمي لا تريد أن تلعبَ معي " عرب , يهود "
_ لا تحزني , أنا سوف ألعب معكِ , لكن من العرب ومن اليهود ؟
_ أنا لا أريدُ أن أكونَ يهودياً
_ سأكونُ أنا , ولتقتليني !
مسكت بيديها الصغيرتين مسدسَ الماء راكضة وراء أبيها وضحكتها تتعالى , وهو يهربُ منها مهرولاَ , فجأها حاملاً مسدسه
لتخرجَ منه رصاصة و تخترقَ رأسها الصغير فتفقد حياتها في أحضانِ أبيها .
لم يصدق ما جرى , فقد تأكدَ تماماً أن المسدسَ يخلو من الرصاص , ولكن ما حدثَ كان واقعاً ولم يكن حلماً أو خيال!
و أمست
إباء
شهيدة الطفولة , طفلةٌ لأبٍ مناضل منذُ شبابهِ وهو على القائمة السوداء عندَ جنودِ الإحتلال , أبٌ حققَ لها الشهادة , لم يرفض أن يكونَ
يهودياً ليسعدها ويزرع الفرح في قلبها الصغير .
"فلتخلدي في جناتِ العلى ,, يا طفلةً ما عرفت معنى الطفولةِ يوما "
2_8_2003
مرام عيّاد
رد مع الإقتباس