عرض مشاركة واحدة
قديم 06-23-2011, 12:54 PM
المشاركة 52
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رحى
الحياة


لطالما أتذكر جدتي وهي تخرج حفنات من القمح من الكوارة ، أو من احد الشوالات
المتراكمة في ذلك المخزن المبني من القش والطين .


تملأ تنكة السمنة الفارغة من القمح وتقربها
منها بعد أن تكون قد قربت منها الرحى ، فتضع القمح رويدا رويدا في فوهة الرحى ،
وتبدأ عملية الطحن والدوران .


هوايتي كانت أتذاك أن اجلس بقربها أراقبها
واجمع لها حبات القمح المتناثرة من فوهة الرحى أو من بين يديها أثناء عملية ملأ
الرحى ، حتى إذا ناداها احدهم أو ذهبت لأمر غافلتها وحاولت أن أمارس عملية الطحن
بنفسي ، وان كانت وقتها عضلاتي ضعيفة وان كنت أيضا استعمل كلتا يداي لمسك قضيب
الرحى إلا إني لم أكن أقوى على التحريك واللف . فأستسلم وأعود لجمع الحبات المتاثرة
من جديد .


في معترك الحيااااااااااااااااااة
وظروفها وتقلباتها وعواصفها ، ومع كل هذا الضنك ، نجد أنفسنا مثل حبات القمح
تلك ، بعضنا في فوهة الرحى ، وبعضنا الآخر يتناثر حولها ويسقط ، يظن نفسه نجا ، لكن
هناك من يجمعنا ويعيدنا إلى فوهة الرحى لا محالة . بعضنا الآخر ما زال في الكوارة
ينتظر دوره أن يجيء .



على الرغم من أني احن إلى رحى جدتي ، إلا
إني حقيقة مللت من رحى

.الحيااااااااااااااااة

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار