الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2011, 10:39 AM
المشاركة 989
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

في ليلة عيد

لماذا اليوم تستيقظ خمسيني ساطعةً في لجَّة الليل .. بعد عيد ؟ ولمَ لمْ أشعر بتسللها من بوابات العمر المنسية قبل اليوم ؟ لماذا إذاً رقصتُ في أعيادي المتراكمة أتراشق وخُلاّني بالورود والتهاني؟...وجلست مع الأحبة على ضفاف البهجة , والجو يعبق برائحة الطفولة , نعتصر من الربيع ما لذ وطاب ؟ ونشرب نخب اللحظة ؟!على مفكرةٍ تعشق التسمُّر في الزمانْ ؟ ترى هل كان الأمر جديراً بالاحتفال ؟؟
لماذا اليوم أخذ الشيب يكشِّر عن بياضه في صفحة مرآتي ؟وتعلن عن نفسها انحناءات الخطوط البيانية ؟ لماذا؟؟
كيف ظهرت مواهب الحساب عندي فجأةً ..وقدرتي على الإحصاء ؟ إذ بدأت أدرك أن ما بعثرته هنا وهناك يفوق حسب مبدأ الاحتمال ما بقي مخزوناً في محفظة الدقائق والثواني , وأن هذه العتبة ليست التي اعتدتُ أن أطأها متجاهلاً قدرتها على العدِّ والتغيير كل يومٍ , وأن للحقيقة وجهٌ آخر, وأني ما أزال أمارس طقوس وجهٍ .. معتنقاً سنن الوجه الآخر؟؟؟!!
لأول مرةٍ أعلم أن الليل طيٌ لصفحةٍ وقد كنت أحسبه فتحاً جديداً, ولأول مرةٍ أرى الغروب أفولاً وليس نقطةً قبل بداية سطرٍ في صفحةٍ لم ألاحظ لها حافةً سفليةً ؟؟
آآآآهٍ يا أنا الخمسيني كم فاتتك خواص الجمع والطرح والتقنين , وكم خانتك قدرتك على الملاحظة , عندما لم تعِ من قبل معنى التقدم .. أما علمت يا هذا.. أن آخر الأمام هو أول الخلف ؟ فأعطِ الفرصة إذاً للمرآة أن تقدمك لك من جديد .
ها أنت اليوم تطل من حدود الأمس على اليوم متوشحاً عباءةً لم ترتدها من قبل ,ممتطياً صهوة ماضٍ لم تكلف نفسك مرةً بملاحظة ابتعادها عن السطح , ومرتكباً كبيرة الغفلة مذْ رشَدْتَ ذات تكليفٍ !
فما أدري أأهنئك بشموع العيد , أم أهنئ مصنع الشمع بعيدك ؟ ..أم أكتفي ببعض ذكرى أقدمها لك (معتذراً من أقرانك الذين لم تسعفهم الصحوة بعد) على طبق اليوم قائلاً لك في الليلة الفصلِ : كل استيقاظٍ وأنت كبير ؟؟؟؟!!!!!!!

هذه الخاطرة بقلم الكاتب ( وليد عبد الغفار )
أعجبتني فنقلتها لكم



تحية ... ناريمان