الموضوع
:
ذات الطهر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
4011
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
1,762
+
التقييم
0.31
تاريخ التسجيل
Jul 2009
الاقامة
الرياض - السعودية
رقم العضوية
7494
06-11-2011, 08:34 PM
المشاركة
1
06-11-2011, 08:34 PM
المشاركة
1
Tweet
ذات الطهر
ذات الطهر..
يسكنك واقع مرير، يؤرق افتتانك بمسبحته الطويلة على على امتداد أصابع يديه وقدميه..
تؤرقك لحيته الصماء التي سكنت وجهه، وواقعه المزكوم حتى أخمص نعليه القذرتين، وعمامته المقلمة التي غارت فيها أظافره..
آه من عباءته، ومسبحته، ولحيته، وعمامته المقلمة !
البكاء لروحك قطعة من العذاب، ونبراس تستنير به عيونك في ظلمة قلوبهم، وعقولهم أظلم..
آه منك يا أنت، وأنت، وأنت.. آه من ظلمه وغيابه وعناده واعتذاره.. آه من الحب في واحتك عندما يذبحه الصباح شنقا، وتشنق الذكرى ذبحا بأظافره المقلمة، الحادة كسكين الشوق الملتهب بين أضلعك كلهيب جنة مترامية تسكن الأرواح، وكل روح لك فيها ألف روح !
هل كانت روحك تكرر نفسها، وقلمك يكرر روحك، وبوحك هو روحك، وقلمك في عناق دائم مع الروح والـــ الألم؟!
"ربما" و"ليت" و"لعل" !
"ليته" الفرح أيضا !
هنا، وهناك، في كل جسد وقلب وعقل.. إنه يترنح في فيافي تلك المستوطنات الحريرية، حيث لكل حبيب عثرة، ولك زمان حبيب عاثر، وعثرة حبيب "متعاثر"..
يا غريب.
يا عاشق الغرباء.
يا مجنون.
كن غريبا، وعاشقا، ومجنونا.. وكن كريما !
لاتكن متطرفا، وإرهابيا، في حبك، وعشقك، وشوقك، وجنونك أيضا !
لن أبرح المكان، ولن أفارق الزمان، ولن أتخاصم مع الألوان، والطيف، وفصل تساقط الأقنعة الصماء؛ لأن قلبه لي، وعقله معي، ويفكر من أجلي..
إنها انتكاسة التأريخ، في غياب المؤرخ، واحتضار المؤرخ "له" و"لها" و"لي" !
من تولى تكفين روحك في صحراء الغياب، والعذاب، والسنين العجاف؟!
إنها فتواه ماثلة أمام العزيز، وأنت عزيزة في صحرائك، أميرة في رحلك وذاتك وطهرك وعفافك بعد سنوات عجاف..!
خذوها أيها الحالمون !
احملوا روحها، كفنوها، سيروا بها في الطرقات الضيقة، وبين الأزقة المستحيلة إلى طريق الرماد..
قولوا للناس:
هذا نعش أميرة حالمة، وهذه روحها، وهذا قلبها من غير روح.. انظروا إلى نقاء سريرته وبياضه.. ليت قلوبكم "ربع" مثله، أو ثلث المثل، والثلث كثير.. كثير !
أخبروهم أن يصطفوا مكبرين خلف الحالمين، وعن شمال الحاملين !
الله أكبر من نور اليمين !
وسنين الغدر مختالة يمين !
خذوا روحها إلى القبر، وانثروا جسدها الطاهر بين لحود المسك، والعنبر، واللؤلؤ والياقوت..
آه منك أيها اللحد !
ضممت بين أضلعك قلبا كان يسكن أضلعي و.. قلبي !
رفقا بهذه الروح الطاهرة أيها الطين اللازب..
لقد كانت تعشقني، وتردد اسمي، وتحتضن ألم قلبي، وتترفق بروحي وحالي المريضة..
آه من هذا المرض المذبوح بين حروفي، وعشقي، وهيامي في ذات الطهر..
آه منك يا لحدا لم يعرف لذة الحب إلا في حضرتها، وفي جنان قلبها الخالد بالحب..
ليتك كنت تعلم ما حالها؟ وماذا كانت؟ ومن كانت؟ وكيف أصبحت؟
أما المساء، فهو غارق في افتتانها بعينيها، وانهمار الدمع من قلبها..
ويحك أيتها العينان !
أين أنت من احتضار قلبها؟ وعقلها؟ وجنون أضلعها المتكسر على صحراء وحدتها، ووجدها، وألمها، وخطاها العاثرة في ذنب لم تقترفه، و"حظ" لم تختره لنفسها، وطريق لم تسلكه قدمها؛ لأنها واثقة الخطى.. طاهرة الجيد والقدمين !
لأنها تسمت وتسامت وسماها أعداؤها أيضا بــ"ذات الطهر".. وهي كذلك !
حبي وتقديري لكم جميعا.
أبو أسامة.. فقط !
زحمة وجوه وعابرين!
رد مع الإقتباس