عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4057
 
حسن الشيخ ناصر
من آل منابر ثقافية

حسن الشيخ ناصر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7582
08-14-2010, 11:07 PM
المشاركة 1
08-14-2010, 11:07 PM
المشاركة 1
افتراضي صياماً حتى يرحلَ الألم




صياماً حتى يرحلَ الألم


هيا لنمضِ نجمعُ الهمم
في موطني ونرفعُ العلم

و أقسم بالنون والقلم
يا سادتي سيرحلُ الألم

((سلام هي حتى مطلعِ الفجر))

وليلةٌ تحتضنُ العراقَ بالغدرِ والنبال

صغارُه محمومةٌ باليتمِ والهزال

رمضانُ يعودُ وكلانا نعود

نتصفحُ الوجوه المكسوّةَ بالوعود

وبعض مناَجاةٍ تشدني إليك

يا سيدي الإله

كوجعي الأخير

تبحرُ في مساماتِ الوجود

لتدخرَ الضفائرَ والحنّاء

تجدُّ في البكاء والمسير

والقلائدُ الثمينةُ يحرقُها

الإسرافُ والترف

نثبُ كالصغارِ نلوّحُ

للفرحِ القادمِ من جديد

كالنخيل كالسعف

رمضانُ يعود

وتحت عباءتِه نلوذُ

عيوناً جاحظةً من البكاء

نرددُ أهزوجةَ العرسِ

البهيِّ ((طلعَ البدرُ علينا))

صائمون

ندعوك يا إلهي

أن تدفعَ البلاء وتُسكِتَ الألم

ندعوك يا إلهي

أن تفتحَ السماءَ وتسمعَ الدعاء

وتُنزلَ العطاء وترفعَ النقمَ

ويرجعُ الصدى

صائمون

تشرئبُّ أعناق المساكين

والمشردين كما الندى

وهناك من وراءِ الأبواب

أشهقُ النظرات

تحيلني طيراً ذهبيا

أرتمي في أحضانِ جدّتي

طفلا عربيا تقتلني صرختي

بُنيَّ صُمْ واصبرْ إلى غد

والموتُ يحومُ

رصاصاتِ غدرٍ

تخترقُ المساجدَ والمصاحف

الموتُ يحوم

صائمون والجوعُ ينشبُ في الضلوع

رباه يا خيرَ من سُئل وتقطر الدموع

اِحتطبوني والنارُ من حجار

رباه وشهرُك السخيُّ

يموجُ كالبحار

من زمنٍ عتيق

أتصفحُ الأبوابَ كنداءِ امرأةٍ حزينة

والليل كالحريق

أستجْوِبُ الأفلاكَ وأملأ الكؤوسَ بالخرافة

رمضانُ يعودُ

يفتتحُ القلوبَ

محمَّلاً بالقمحِ والقمر

يُطعمُني أملاُ وتفرحُ العيون

تمتلىء الأواني والصحون

وتكتبُ الأقدارُ وتهجعُ العيون

((سلامٌ هي حتى مطلعِ الفجر))

- وينزلُ القرآنُ على محمد –

السرُّ في محمد

والخيرُ في محمد

والمجدُ في محمد

يا سيّدي القرشيّ

في سجادتي يختبىء النخيل

ومسبحتي خائفةٌ تهمُّ بالرحيل

فاقبع مئذنةً في قلبيَ الصغير

تئنُّ آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار

ومساءُ بغدادَ موحشٌ كأنّه الهجير

يبتلعُ الرماحَ والرملَ والحجر

وينعقُ الغرابُ .. ينعقُ الغراب

فيقتلُ البشر

ربّاه في أيِّ فضاءٍ أدور

وهناك تزدحمُ الطيور

تهاجرُ في ليلة المطر

والخبثُ يملأ البطون

أعداؤكِ بغدادُ هناك في سقر

يا سيّدَ العرب

وسيّدَ العجم

صائمون , صائمون

فليحيَ بعضٌ مِنْ وجود

وليسقطِ العدم

وليُرفعِ العلم

صائمون, صامدون

حتى يرحلَ الألم


حسن الشيخ ناصر