عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2011, 03:25 PM
المشاركة 9
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العنوان ... فلا أتى قَصِيدةً شَاعرٌ
الشاعر ... أ.د.مصطفى الشليح



قفْ بُرهةً وتأمَّلْ. هذه الدَّارُ
تأمَّلْ وقلْ لي: أيُّنا، الآنَ، أحجارُ ؟
أراحتْ علينا دهشةً خُلواتُها
إذا أراحتْ .. فكلُّ الأينِ مِضمارُ
لاحتْ إلى شَبحٍ قفراء راحتُه
يَمدُّ يداً تقفو الغبارَ .. وتَنهارُ
كأنَّ يديهِ واحةُ الظِّلِّ لا تني
عنْ وثبةِ النَّار .. والخُفَّان تَسيارُ
يَسيرُ منهِ إليهِ حائراً وجلاً
يَدورُ حواليه .. وخُذروفُه النَّارُ
* * *
تَدورُ ظلالُ النَّار ألسنةً بما
طارَ الكلامُ به .. والأفْقُ تيَّارُ
كأنَّها، في اشتباكاتِ الأنا، سَفرٌ
إذا طالَ قُرصاناً تَوثَّبَ بَحَّارُ
وإنْ خالَ للبَحر ابتداءً كمَوجِه
تأهَّبَ المَوجُ للمَكنيِّ يَختارُ
أتلكَ فاكهةٌ للذَّاتِ أمْ زبدٌ
أم الماءُ مَطويٌّ على الماءِ يَشتارُ ؟
أحارُ كأنِّي ظلُّها لستُ أمَّحي
أظلُّها ليْ وهذا الماءُ أسرارُ ؟
* * *
سِرٌّ إلى لغةٍ عليا تُساورُني
بما أسرُّ لها .. للحَرفِ أوتارُ
كالطيفِ أرسُمُه خيلاً وأخيلةً
تَخُبُّ بي خَدراً .. والقَطفُ إظهارُ
ولستُ أقطفُ إلا ما ألمُّ به
على حذارِ .. كأنَّ الماءَ مِهذارُ
يلغو لتغرقَ ألواحاً على دَعةٍ
أكنتَ تَغرقُ إمَّا الحاءُ تَنهارُ ؟
أكنتَ تلغو مَسافاتٍ وأزمنةً
كأنَّ سفراً .. ولمَّا تأتِ أسفارُ ؟
* * *
سفارٌ إلى ذاكَ القِطافِ ولمْ يزلْ
يُسابقُني خطواً ويَسألُ: ما الدارُ ؟
أسامرُه واللَّيلُ مثلُ حقيبةٍ
على قلق تُرخي أعنَّتَه النَّارُ
كأنِّي بهذي النَّار تَلهثُ خلفَهُ
وتَهمزُه حتَّى تُولولَ أحجارُ
تقولُ: ألا ليتَ الفَتى حَجرٌ إذا
تَشبُّ به الذِّكرى ودونيَ أعمارُ
فلا لغةٌ تَرعى يديكَ غمامةً
ولا خَيمةٌ تسعى .. كأنَّكَ أخبارُ
* * *
تقولُ ليْ: إنَّما الأخبارُ سافرةٌ
على شُرفةٍ حيثُ الحِكايةُ أسرارُ
إذا مُجالسَةٌ والنَّهرُ ذاكرةٌ
مُؤانِسةٌ تجري بمائكَ أنهارُ
وإنْ مُخالسةٌ موجاً فناظرةٌ
إليكَ، وملءُ العينِ شمسٌ وأقمارُ
تَميسُ دائرةً. هلْ ثمَّ دائرةٌ
بقُربِكَ .. أمْ أنَّ الدَّوائرَ أطوارُ
طوراً تَدسُّ خيالاتٍ فعابرةٌ
بديلاً وطوراً ليسَ تُرفعُ أستارُ
* * *
تَخالُكَ مَنسيَّاً على غيمةٍ رأتْ
بضحكةِ الفَجر طفلاً كادَ يحتارُ
يَمُدُّ يَديه للشُّموس ويَبتني
هناكَ ظلاله .. هلْ ثمَّ آثارُ ؟
يَقُدُّ قميصَ اللَّيل مُنتشياً بما
يَقُدُّ .. واللَّيلُ أسوارٌ وأسرارُ
يَرُدُّ عن الرُّؤيا تآويلَها فما
يُريدُ أعلى .. وللتَّأويل تَسيارُ
يَصُدُّ كلاماً عن كلامٍ فلا أتى
قَصِيدةً شَاعرٌ .. إلاهُ يَشتارُ
* * *
ألا قفْ قليلاً كيْ تُخَبِّرَني أنا
عن القَصيدةِ .. كيفَ ابتلَّ إسرارُ
ماذا عطفتَ عليه فالخليلُ هذى
ألا قفْ طويلاً كيْ تُخَبِّرَ: ما الدَّارُ ؟


~ ويبقى الأمل ...