عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2011, 06:18 PM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

العنوان ... ما كان مثلك يبتعد
الشاعر ... محمد جاد الزغبي




زَعموا بأنَّكَ قد ذهبتَ ولم تَعُدْ
لا يا أبي ...
ما كان مثلكَ يبتعدْ
ما الموتُ إلا رحلةٌ مألوفةٌ ...
صِرنا نصاحبُها لأجلكِ دائما
بالأمسِ كنَّا نلتقي بنهارِنا
واليومَ تأتيني بليلي .. نائما
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ لأنَّنا ...
روحانِ في جسدٍ فريدٍ مُتَّحِدْ
ما كان مثلكَ يبتعدْ
* * *
كنَّا نعيشُ على شعورٍ واحدٍ
فإذا تألَّمَ خاطري أوساعدي
كنتَ المشاركَ من بعيدٍ في الألمْ
وإذا كتبتُ إليكَ تبلغُكَ الرسالةُ
قبل أنْ ...
يخطو على الأوراقِ سِنٌّ أو قَلمْ
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ ...
فقد بقيتَ بنفسِ عادتكَ الجميلةْ
لا فرقَ أو قلْ لا فراقَ ...
سوى التَّغيرِ في الوسيلةْ
فالرُّوحُ لا تحتاجُ تمثالَ الجسدْ
ما كان مثلك يبتعدْ
* * *
زعموا بأنَّك قد ذهبتَ إلى العدمْ
والحقُّ أنَّكَ قد مضيتَ إلى البقاءْ
كلُّ الذين تألَّموا
لم يُدركوا معنى النقاءْ
يبكونَ من أجلِ الفراقِ ...
وأنتَ أقربُ ما يكونُ إلى اللقاءْ
فالروحُ تسبحُ ليس يمنعُها أحدْ
ما كانَ مثلك يبتعدْ
* * *
أسندتُ رأسي نحوَ كفِّي مدركاً ...
ما نالني في عمرِكَ الممدودِ
وعرفتُ أنَّكَ في الوفاةِ تظلُّ لي
حبلَ العطاءِ ببرّكَ المعهودِ
يكفي رضاكَ لتستنيرَ جوانحي
ودعاءُ قلبي للسماء بريدي
يُبْلغْكَ عنِّي ... أنَّني
أهلُ الوفاءِ لقِبْلتي وعهودي
نَمْ مطمئنَّاً .. قد تركتَ لنا يداً
باللهِ تدفعُ كلَّ حقدٍ أو حسدْ
ما كان مثلك يبتعدْ


~ ويبقى الأمل ...