الموضوع: نور عابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2011, 02:27 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عزيزي الأديب سيد حماد المحترم

أرحب بك في منابر الخير . .
عسى أن تستمتع فيها بالفائدة والأدب العميم . .

كنت سعيداً بك إذ أقرأ أول مشاركاتك . . والتي تميزت بإيجابيات كثيرة . .
فالموضوع والزاوية التي أخذ منه والسرد وقفلة النهاية والأسلوب . .
كل ذلك كان موفقاً . .
وكذلك الحال بالنسبة لطول القصة فقد كان ذلك موفقاً . .

أما عن الأخطاء الإملائية أو الكيبوردية فقد امتلأت القصة بها . .
وبالطبع هذا يضعف القراء على المتابعة بشكل أكيد . .
وقد أدرجت لك هنا نسخة جديدة بدون أخطاء أرجو أن تنال إعجابك . .






ساهم الوجه بالأمس كنت ،عينيك غارقتان في ذلك الإحساس المريع بالتيه ، لكن ملامحك حتى في قمة لحظات الكدر المزاجي ، كانت تفيض كسابق الأيام بذلك النور الوضيء ، ذاك الألق الجليل ،الذي أكسبك اللطف و الوقار أمام الجميع .
محمد عبدالجواد السبط ، هكذا أسقطت سيدة ثلاثينية سمراء اسمك أمام مسامعنا المعتقة ، بفرض اصطخابها الدائم بالأصوات الجانبية ، إنها ضوضاء المدن العائمة في الفوضى ، شدنا وقع الاسم فانتبهنا إليها بشكل آلي وأردفت السيدة :قولوا لي فقط أنه من الناجين الثلاثة ، أرجوكم قولوا أي شي ، قولوا أن الطائرة التي سقطت ليست الرحلة رقم435 ، إذن أين ابني ، انطقوا يا سادة.
كانت صالة الاستعلامات مكتظة بأسر الضحايا ، مكتظة بالدموع و الخوف و الترقب ، لا أحد بالطبع كان سيرد على السيدة ، فالذعر التهم جميع الألسنة ،نحن أصدقاؤك الثلاثة ، ظلت وجوهنا تدور فيما بيننا ، و ما حولنا ، بدهشة خاطفة ، كأنما لم نكن فعلا نصدق ما حدث ، لقد جئنا لاستقبالك ، نتحرق شوقاً لتحكي لنا تفاصيل رحلتك الأولى للخارج ، كنت لتحدثنا دون شك عن عجائب باريس , برج إيفل المدهش ، حدائق الريف الفرنسي الغناء ، عن نهر السين الفتان ، وكنت عند المغادرة ياللأسى ، قد تغلبت عليك فوبيا الطيران ، لكنك قد داريت مخاوفك خلف تلك الابتسامة الوقورة ، تلك التي توهم ناظرها أن كل شي يسير كما ينبغي أن يكون .
موظفو المطار كانوا في حركة دؤوبة يطمئنون الناس ، لكن عندما حانت ساعة الحسم علقوا الخبر في العراء ،
في نعي رسمي للضحايا ، وللأسف كان عدد الناجين طفل واحد فقط ، عندها سقطت السيدة والدتك مغشياً عليها حملناها للإسعاف ونحن لا نقوى على سحب أرجلنا ، فليرحمك الرب عزيزي السبط لقد كنت دمثاً طيباً ,لم تك تملك في الدنيا سوى وجهاً مضيئاً و ابتسامة دافئة ، فها أنت ذا تغادرها كنور عابر.

* سيد حماد *

عزيزي . .
تقبل تحيتي واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **