الموضوع: دُخَـــــان
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
6981
 
عبدالعليم زيدان
أديـب وشاعـر

عبدالعليم زيدان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
489

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Apr 2009

الاقامة

رقم العضوية
6859
03-26-2011, 12:37 AM
المشاركة 1
03-26-2011, 12:37 AM
المشاركة 1
افتراضي دُخَـــــان
إسكبْ نبيذك في الكؤوسِ قصيدا
تعبَ المريدُ تعبّداً, وعبيدا

يدعو السّماء,فلا سماء تجيبهُ
والأرضُ صارتْ كالنّفوسِ حصيدا

والقلبُ يسعى بينهنَّ,فما رأى
إلاّ فراغاً صامتاً وركودا

غطّى دروبَ الغيم,فارتحل النّدى
وطوى السّرابُ على القشيب ردودا

وحدودُ قلبي,للأراذلِ عرضةٌ
وبناتُ عمّي قدخمشنَ خدودا

ضجّتْ جهنّمُ من ذنوب رُعاتنا
كفرتْ,وقالتْ :لا أريدُ مزيدا!!

مُلئتْ عصاةً,واستقال قضاتها
وغدتْ بياناً, لا تريدُ شهودا

نحنُ الشّهود,مصابرٌ ومكابدٌ
حملتْ يدانا للصباح بريدا

إسكب نبيذك,جذوةً في كبوتي
واحرقْ لجامي والرّدى والبيدا

واصعدْ دخاناً غاضباً من سرّتي
فوق التنزّهِ,كي أراكَ سديدا

إنّ الدّخان,إذا تلبّدَ ماطرٌ
والغيثُ يهطلُ,إن أردت حديدا

وامددْ يديكَ,إلى حياتكَ ميّتاً
لا شكَّ أنّي,قد أراكَ وليدا

يا ابن التّراب,أما يهزّكَ صوتُهُ؟؟
غضبٌ ترابكَ,إن وقفتَ بعيدا

تلكَ البيادرُ,خبّأتكَ لفطرها
والصّومُ عتقٌ,إن تقجّرَ عيدا

يا زاحفينَ إلى الرّجوعِ تواطؤاً
كم تعثرونَ,؟أتعشقون مديدا؟

حطّتْ على رُقمِ البلادِ ديوكهم
ودمُ ا لشهيدِ يصارعُ التّنديدا

فلمن يصلّي العابثون بهمّنا؟؟
ولمن نعدُّ مراكباً وجنودا؟؟

ألغيرِ هذا,والخرابُ مروّعٌ
أمْ للعروش,تبايعونَ جليدا؟؟


لم يبق طعمٌ للنبيذ بحانتي
وأنا أعيش على رؤايَ شريدا

ذنبي أحبّكَ موطناً حدّ الهوى
فاقبلْ محبّاًقد أتاكَ جحودا

فإذا بكيتَ فعارنا في بسمةٍ
وإذا ضحكتَ,فلن تظلّ وحيدا

لم يبقَ عندي,في الخوابي رشفةٌ
فاعصرْ كرومكَ للمريدِ جديدا

فالحرُّ يأبى أن يُعزَّ بذلّهِ
والنذّلُ يأبى,أن يموتَ شهيدا