الموضوع: الجنـّــــة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
5517
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.49

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
03-22-2011, 11:48 PM
المشاركة 1
03-22-2011, 11:48 PM
المشاركة 1
افتراضي الجنـّــــة
الجنـّــــة




الجنة: لغة الحديقة ذات الشجر والنخل، جمعها جنان من الاجتنان وهو الستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها، ولا تكون الجنة في كلام العرب ـ كما يقول أبو علي في التذكرة ـ إلا وفيها نخل وعنب، فإن لم يكن فيها ذلك، وكانت ذات شجر فهي حديقة، وليست بجنة.


وفي الاصطلاح الشرعي: هي دار النعيم في الدار الآخرة المقابلة لدار الدنيا، ومن المعلوم أن الإنسان يمر خلال وجوده بدارين هما دار الدنيا ودار الآخرة، وبينهما الحياة البرزخية التي تبدأ بالموت وتنتهي بالبعث والنشور.


ففي اليوم الآخر بعد انقضاء الحياة الدنيا وفناء كل الأحياء وانتهاء الحياة البرزخية يبعث الناس من قبورهم ويحشرون ليحاسبوا على أعمالهم في الحياة الدنيا! [فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره] (الزلزلة: 7-8) لهذا يسمى ذلك اليوم بيوم القيامة ويوم الحشر ويوم الحساب ويوم الجزاء.



وقد أعد الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم دارين داراً للنعيم والثواب أسماها الجنة يثيب فيها الطائعين، وداراً للعذاب والعقاب أسماها جهنم يجازي فيها الكافرين والعاصين الخارجين عن طاعة رب العالمين. قال تعالى: [أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون. فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون. وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون] (السجدة:19-21).



والإيمان بالجنة ونعيمها جزء من عقيدة الإيمان باليوم الآخر، وهو الركن الخامس من أركان الإيمان الستة التي تبدأ بالإيمان بالله تعالى، ثم الإيمان بملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.


ولأنها عقيدة تتعلق بأمور غيبية، فإن تفاصيل أخبارها لا تعرف بالاجتهاد والنظر، ولا تدرك بالحسّ، فطريق معرفتها الوحيد: هو النصوص القاطعة، والأخبار الصحيحة الواردة في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية الصحيحة، ولا يتم إيمان العبد ولا يقبل إلا بعد الإيمان بها والتسليم المطلق بصدقها.




ومن خلال هذه النصوص القطعية تبدو الحقائق الآتية:

الحقيقة الأولى: أن الحياة في الدار الآخرة، ومن جملتها الجنة ونعيمها، ليست مجرد حياة روحية كما يتوهمه بعضهم، بل هي روحية ومادية بآن واحد، تلتقي فيها الأبدان بالأرواح، على النحو الذي كانت عليه في الحياة الدنيا، تتمتع بطاقاتها البشرية كلها، وتمارس وظائفها النفسية والفكرية والجسدية كلها، فهي تسمع بأذن، وتبصر بعين، وتتكلم بلسان، وتأكل وتشرب، وتجوع، وتعطش، وتلبس، وتتعرى، وتتنفس، وتنام، وتتعرق، وتسكن الغرف وتأوي إلى الفرش وتمارس كل ألوان النشاط الجسدي والروحي.


وإذا كانت أهوال يوم الحساب قبل أن يتبين للناس مصائرهم، ويتعرض الناس كافة لحالة من الخوف والرعب، ويغلب على الخلقْ فيها ألوان قاسية من الشدة والابتلاء، فإن أهل الجنة بعد استقرارهم فيها يتفردون باللذائذ والنعيم، وأهل النار يتفردون بألوان العذاب المقيم.



الحقيقة الثانية: أن نعيم الجنة خالد بلا نهاية، وكذلك عذاب النار. قال الله تعالى: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم. خالدين فيها وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم] ( لقمان:8-9) وقال سبحانه: [إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون] (البقرة: 161-162).

وفي مسند أحمد والصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «إذا صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار جيء بالموت حتى يوقف بين الجنة والنار ثم يذبح، ثم ينادي منادٍ يا أهل الجنة خلود بلا موت ويا أهل النار خلود ولا موت، فازداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، وازداد أهل النار حزناً على حزنهم». والذبح هنا مجاز.



لكن عصاة المؤمنين لا يخلّدون في النار بل يعذَّبون فيها بمشيئة الله على قدر عصيانهم، إذا لم يعف الله عنهم، فإذا تم تطهيرهم من الذنوب أُمر بهم فأدخلوا الجنة، ففي الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن ذرة» (رواه الشيخان والترمذي).



ويشهد لهذا، الكثيرُ من الأحاديث الصحيحة المؤكدة لخروج العصاة من النار ثم دخولهم الجنة، بل حددت آخرهم خروجاً من النار ودخولاً الجنة، وهو جهينة الذي صارت قصته مثلاً يضرب، ففي مسند أحمد والصحيحين والترمذي وغيرهم عن ابن مسعود قال: «إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً: رجل يخرج من النار حَبْواً، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيّلُ إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول: يا ربُّ وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك من الدنيا عْشَر أمثالها، أو أن لك عشر أمثال الدنيا، فيقول: تسخر مني أو تضحك مني، وأنت الملك؟! فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بَدَت نواجذهُ، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة».


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)