الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
03-21-2011, 07:30 PM
المشاركة
219
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (53)
مَلْحَمَةُ الدَّمِ والحِجَارَة
نضَّدتُ من مِزَقِ الجراحِ عُقودا
وضممتُ من عَبَقِ الدماءِ ورودا
وفتلتُ حبلَ الوصلِ بين قصائدي
والطِّفل فانبثقَ النهارُ جديدا
فكتبتُ ملحمةَ الدماءِ بأحرُفٍ
رفَّتْ على شَفةِ الخلودِ خلودا
* * *
آمنتُ بالأطفالِ من كبدِ اللَّظى
يرمونَ بالحجرِ الوَريِّ يهودا
تتعشَّقُ الأسماعُ وقْعَ نعالهم
يتسابقونَ إلى الفداءِ وفودا
يمضونَ والغضبُ الرَّضيُّ بزحفِهم
يَهبُ الكفاحَ سواعداً وزُنودا
* * *
يا أيُّها الأطفالُ نَزْفُ دمائكم
نسجَ الصمودَ على البِطاحِ بُنودا
طفلٌ بحضنِ أبيه كان يضمُّهُ
ليردَّ عنهُ النارَ والبارودا
لو أنَّ وحشَ الغابِ جاعَ ولم يَجدْ
إلا " محمَّدَ " صدَّ عنهُ صدودا
قتلوا الضياءَ بمُقلتيْهِ وصَرَّحوا
" كانَ الضِّياءُ بمُقلتيْهِ شديدا "
* * *
قسماً بـ " دُرَّة " بالدماءِ زكيةً
تروي سنابلَ زرعِكم تخليدا
قسماً بأيديكم بمسقطِ رأسِكم
بالمسجدِ الأقصى يزفُّ شهيدا
بالحافظينَ عهودَ من عشقوا الثَّرى
بمُكبِّرينَ يُدمْدِمونَ رُعودا
بالحاملين النارَ بين ضلوعِهم
يتواثبونَ على العدوِّ أُسودا
لَنُمزِّقنَّ الغدرَ لو بأظافرٍ
بأَكُفِّ من لبسوا الدماءَ بُرودا
* * *
يا غَضبةَ الطِّفلِ الذي بَهَرَ الدُّنى
عَزماً وإقداماً فِدىً وصُمودا
قَدَرُ الطفولةِ أن تكوني غضبةً
لا تقبلُ التهويدَ والتشريدا
* * *
يا أيُّها الأطفالُ أيُّ قصيدةٍ
تَرقى لطُهرِ دمائكم تَمجيدا
بدمي لو امتنعَ اليَراعُ قصائدٌ
حُمْرٌ تسيلُ من الجراحِ وريدا
عوَّذتُ غضبتَكم بفَيْضِ دمائكم
بالأكرمينَ مَحاتِداً وجُدودا
بالمؤمنينَ بزحفِكم وهتافِكم
" اللهُ أكبرُ " همَّةً وصعودا
بالمانعينَ الواهبينَ بلادَهم
الرافعينَ من الضياءِ عَمودا
بالعاقدينَ الغارَ فوقَ جِباهِهم
تيجانَ عِزٍّ ترفضُ التهويدا
عوَّذتُها بالنَّاذرينَ شُبولةً
بالأمِّ تدفعُ خالداً وسعيدا
من خائفينَ على الطريقِ تساقطوا
من كلِّ مشلولٍ يجرُّ قَعيدا
من عاقدينَ السِّلمَ تحتَ مِظلَّةٍ
نسجَ العدوُّ خيوطَها تمهيدا
من كلِّ مأفونٍ يخورُ مُصرِّحاً
في الليلِ يخشى في النهارِ رُدودا
ثوروا فلسطينُ السَّليبةُ كلُّها
مثوى الجدودِ مفاوزاً ونُجودا
لولا أخافُ اللهَ لم أُشركْ به
لَتَخِذْتُ من أحجارِها معبودا
فتَقحَّموا الغَمَراتِ لا تَهِنوا ولا
يَحزنكمو من بدَّدوا تَبديدا
حسبوا انتفاضتَكم تموتُ بضربةٍ
تلوي إذا عصفَ الحديدُ حديدا
حَشدوا عليكم كلَّ باغٍ خائفٍ
من كفِّ طفلٍ تقذفُ الجُلمودا
خسِئوا وخابَ الغادرونَ وسعيُهم
خسِئوا وخابوا لن نَخِرَّ سُجودا
شُلَّتْ أياديهم تُكسِّرُ أَعظُماً
وتشقُّ أرحاماً تخافُ وليدا
* * *
يا خائضينَ غمارَ ملحمةِ الفِدا
يا باذلينَ لها دماً وكُبودا
يا زارعينَ الليلَ آمالاً على
أنوارِكم جرتِ الحروفُ قصيدا
أَلَقُ الجراحِ يُضيءُ دربَ نضالِكم
ويعيدُ وجهاً للكفاحِ مَجيدا
أنتمْ نجومٌ في دَياجي أمَّةٍ
لَطَمَتْ على فَقْدِ النهارِ خُدودا
رُدُّوا لأوردةِ العروبةِ نبضَها
رُدُّوا لها نَفَسَ الجهادِ مَديدا
وامشوا أمامَ الخائفينَ فإنَّهم
ألِفوا الحياةَ مع الخُنوعِ رُقودا
نَصبوا على جِسرِ السلامِ شراكَهم
" باراكُ " يعقدُ حبلَها المشدودا
وبَنَوا جدارَ الصمتِ خلفَ حدودِهم
والكونُ يعرفُ من أباحَ حُدودا
لا .. للسلامِ المُرِّ يترعُ كأسَهُ
مَنْ راحَ يملأُ وِرْدَهُ تهديدا
دَمِيَتْ ورودُ السلمِ من أشواكِه
فهوى يُحطِّمُ غُصْنَها الأملودا
* * *
يا خائفينَ على السلامِ رويدَكم
رأيُ المُمالئِ لن يكونَ سَديدا
لا تطلبوا شرفَ العروبةِ ساسةً
ترضى من الخصمِ اللَّدودِ زهيدا
شرفُ العروبةِ يُستَرَدُّ بأَنمُلٍ
ترمي وتكتبُ بالدماءِ نشيدا
2000
رد مع الإقتباس