عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2011, 05:16 PM
المشاركة 216
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (50)




مِحْرَابُ الحُبّ




أبشِرْ خريفَ العمرِ لستَ يبابا
نَيْسَنْتُ آمالي وعدتُ شبابا


جاءتْ تبادلُني الحنانَ فعادَ لي
حبُّ الحياةِ وكان قبلُ سرابا


حوريَّةٌ هبطتْ عليَّ بسحرها
ترنو فيأسرُ لحظُها الألبابا


قالتْ : ولَحْنُ العندليبِ حديثُها
إنِّي لأجلكَ لا أُطيقُ غيابا


أولستَ تعلمُ أنَّ قلبي عاشقٌ
يرجو من العشقِ الطَّهورِ ثوابا


أنا ما عرفتُ الحبَّ إلا عندما
طالعتُ في الحبِّ القديمِ كتابا


هذا صراخُكَ* في دمي متلهِّبٌ
يسري بأوردتي مُنىً ورِغابا


أغرتْ فؤادي بالهُيامِ سطورُه
في كلِّ قافيةٍ أحبَّ وذابا


وحضنتُهُ أحنو على صفحاتِه
وأغارُ ممَّنْ جرَّعتكَ عِتابا


وأتيتُ أحملهُ وقلتُ : بلهفةٍ
هذا جحيمُكَ ؟ وانتظرتُ جوابا


وغَرِقتَ في بحرِ الذُّهولِ ولم تُجِبْ
فعرفتُ أني قد حملتُ عذابا


* * *

يا شاعري المجروح ما ماتَ الهوى
فكرومُنا قد أينعتْ أعنابا


هذي عناقيدُ الوفاءِ شهيَّةٌ
فاعصرْ لنا واسقِ الهُيامَ شرابا


وامسحْ دموعَكَ يا حبيبُ فإنَّنا
نجتازُ رغمَ الحاسدين صِعابا


* * *

يا حلوةَ العينينِ يا أملاً سرى
في جانحيَّ يخدِّرُ الأعصابا


أسكرتِني وملأتِ كلَّ عوالمي
أُنساً وتَحناناً هوىً صخَّابا


عوَّذتُ حسنكِ من عيونِ عواذلٍ
حشدوا عليكِ حبائلاً وحِرابا


حسبوا هوانا نزوةً لم يُدركوا
أَنَّا نشيِّدُ للهوى مِحرابا


أنا بانتظارِ شذاكِ كُلَّ صبيحةٍ
إذْ تَخطرين وتنشرينَ مَلابا


مُرِّي عليَّ وأنعِمي بتحيَّةٍ
تحلو على شَفةِ النهارِ رضابا


واستأثري بفؤادِ كهلٍ شاعرٍ
بهواكِ يزخرُ قوةً وشبابا




1983



* إشارةً إلى الديوان الأول
للشاعر (صراخ الجحيم)