الموضوع: رِسالةُ عِتاب
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
6444
 
طاهر عبد المجيد
كاتب وأديب فلسطيني

اوسمتي


طاهر عبد المجيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
165

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Apr 2010

الاقامة

رقم العضوية
9160
03-19-2011, 12:18 AM
المشاركة 1
03-19-2011, 12:18 AM
المشاركة 1
افتراضي رِسالةُ عِتاب
هذه القصيدة هي رسالة عتاب أعاتب بها كمواطن عربي يحلم بالوحدة كما يحلم بالحرية بعض أخوتي في اليمن ممن يرفعون شعار الانفصال وأقول لهم إن الحرية التي سيحصلون عليها حتماً بهذه الثورة الشعبية المباركة كفيلة بتحقيق كل ما تصبون إليه ومن الخطأ التضحية بالوحدة من أجل الحرية وكأن الوحدة هي سبب الاستبداد.


رسالة عتاب



د. طاهر عبد المجيد





يا شعبي الثائـــر فــي اليمــــنِ
فــي صوتك شـــيء يجرحنــي
ويرش الملـــح علـــى جــــرحٍ
فــي قلبــي يُبحــــر في الوَسَنِ

هَبْنـــي لأضيفَ إلــــى أسمــي
حرفاً من «صنعا» أو «عدنِ»

فلعلـــــي أجعـــــلُ أســـــراري
تتظاهــــرُ مثلكَ فــــي العلــــنِ

وتقـــولُ وحُلْمــــي فــي يدهــا
لا كنــتُ إذا هــــو لــــم يَكُــــنِ

اسمـــان إذا اختصمـــا يومــــاً
أحسستُ بشــــيءٍ يَشطرنــــي

وتراءى فـــــي النَّـــوم لِعينــي
أشبـــاحٌ تنسجُ لـــــي كفنـــــي

عانقْنــــي يا شعبـــــي بهمــــا
وأَرحنــــي يومـــاً مــن شَجَني

واتركْنـــي يا قــــرَّة عينـــــــي
لأنـــامَ علـــــى حَجــــرٍ خشــنِ

أَيَصـــحُ لأخلصَ مــــن قيـــدي
أن أبتــــرَ جـــزءاً من بدنـــي؟

وأعيش بعيــــــــنٍ واحــــــــدةٍ
ويــــــــدٍ أو قـــــــــدمٍ أو أُذُنِ؟

لا لســــــت أصــــدِّقُ يا شعبي
أن يصـــدرَ هـــذا مــــن فَطِــنِ

شمسُ الحرِّيـــــة إن سطعـــتْ
لــــن تُبقي شيئاً مـــــن عَفـــنِ

يا شعبـــي الثائـــــر سلميــــــاً
أَحــــرقْ مـــا خلفكَ مــن سُفنِ

وتوغَّـــــلْ فـــــي حلْمكَ بــــراً
ممتطياً قلـــــب «أبي الحسنِ»

واحــــذرْ أن تصغــــي لوعـودٍ
قــــد صَدِئتْ مـــن رجــلٍ لَسِنِ

هـــــذا اللاَّصالــــحُ كيـفَ لـــهُ
أن يُصلــــحَ شيئاً فـــي الوطنِ

وخـــــلال ثلاثيــــــن خـــــريفاً
مــا كـــــان عليــــــهِ بمؤتمــنِ

بـــــل أنفـــــقَ فيـــــه ملايينــاً
لـــــم تُسفــــرْ إلاَّ عــــن وَثَــنِ

وحكايــــا تُحكـــــى عــــن بَلـدٍ
بغــــــدٍ مجهــــولٍ مرتَهـــــــنِ

اخلعـــــه كمـــا تَخلـــعُ ضرساً
منخــــوراً أوغــــلَ في الوَهَـنِ

أو دعْـــــه إذا كـــان سيرضى
بلجــــامِ حصــــــانٍ أو رســـنِ

أو يَرضــــى العيش كأزهدنـــا
مقتديـــاً بـ «أُوَيْسِ القُرَنـــي»

لكـــن هيهـــــاتَ لمغتصــــــبٍ
أن يفعـــلَ شيئـاً كـ «الحسنِ»

يا هــــذا الطاغـــــوت ترجَّـــلْ
عن عرشِكَ وابحثْ عن سَكـنِ

واسألـــــهُ إذا شئــــتَ لمــــاذا
يستعجــــــل مـــــوتاً لــــم يَئنِ

أَرأيـــــتَ ميــــــــاهً راكـــــــدةً
لـــــم تأْسَـــــنْ بِمرورِ الزَّمــنِ

سُنَـــــنُ تحكمُنـــــــــا فلمــــاذا
تُستثنـــــى أنتَ مـــــن السُّنَــنِ

أنجـــــزتَ الوحــــدةَ فــي بلــدٍ
لا ينســـى فضْــــلَ ذوي المِنَنِ

قـــــد نالكَ منهـــــا مــــا يكفي
إن كــــــان لهـــــذا مــــن ثمنِ

فارحـــــلْ بِســــلامٍ مشكــــوراً
شكــــراً لا يخلــــــو من ضغنِ

ارحــــــلْ فــــرحيلكَ مختــــاراً
سيســـلُّ الوقــــت مــن المحنِ

وسيطلـــــقُ أيدينـــــا مطـــــراً
يأتـــــي باليُمْــــنِ إلــــى اليَمَنِ

إلا إن كنـــتَ كـــــ «نيــرونٍ»
ستجّــــَرب إحـــــراقَ المــــدنِ







د. طاهر عبد المجيد