عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2011, 07:49 PM
المشاركة 203
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (37)



حُبِّيْ وأَوْزَاري




أحببتُها سرَّاً وأخفيتُ الجوى
كي لا يقالَ يحبُّها ويذوبُ


وحضنتُ أحلامي التي ربَّيتُها
عشراً فشبَّتْ والفؤادُ يشيبُ


حتى إذا اكتنَزتْ وحانَ قطافُها
صَعُبَتْ وأفلحَ بالقطافِ غريبُ


وأنا الذي روَّيتُها بمدامعي
أَعصي فؤادي مرةً وأُنيبُ


في كلِّ يومٍ قصةٌ فغرامُها
عبرَ السنينِ محبَّبٌ وعجيبُ


* * *

كانتْ تعاتبُني إذا خاصمتُها
يوماً وتقسو والعتابُ يطيبُ


وتلوذُ بالأصحابِ تخطبُ ودَّهمْ
كيما أعودَ لروضِها وأثوبُ


وأنا أراوغُها وأُمعِنُ بالجفا
وأصدُّ عنها والصدودُ مريبُ


لم أعترفْ يوماً لها بعواطفي
وعواطفي رغمَ الخفاءِ لهيبُ


وأُغازلُ الغيدَ الحِسانَ سفاهةً
فتصدُّ عني فترةً وتؤوبُ


ولَكَمْ خلوتُ بها لتسعدَ باللِّقا
لكنَّ آمالَ اللقاءِ تخيبُ


* * *

كانتْ تُصافيني وتَصدقني الهوى
وتخالُ أنِّي في الغرامِ كَذوبُ


تبكي لديَّ فلا الدموعُ شوافعٌ
عندي ولا دمعي العصيُّ يُجيبُ


وتقولُ لي بتدلُّلٍ وتذلُّلٍ
هل لي بقلبكَ يا حبيبُ نصيبُ


أضنيتَني وملَكتَني وسحرْتَني
وجميعُ إحساني لديكَ ذنوبُ


فأَضيقُ بالكتمانِ يصرعُني الجوى
فيُجيبُها قلبي فدتكِ قلوبُ


كُفِّي عتاباً يا حبيبةُ إنَّني
سأتوبُ عن صدِّي نعم سأتوبُ


قسماً بحبِّكِ ما قَليتُكِ إنَّما
داريتُ عنكِ وخافقي مصلوبُ


قسماً بعينيكِ ابتهالي للهوى
وجميعُ أوزاري إليكِ دُروبُ


أهواكِ يا نبعَ الوفاءِ ومَوْسمي
من نهرِ حبِّكِ بالضياءِ خصيبُ


أهوى احتراقي في هواكِ فإنَّهُ
قدرٌ عليَّ مُسطَّرٌ مكتوبُ


فَتَبشُّ راضيةً ويشرقُ وجهُها
وتقولُ عطفكَ يا حبيبُ طبيبُ


سأَظلُّ عابدةً بمحرابِ الهوى
ولَوَ انَّني أُكوى بهِ وأذوبُ





1989