الموضوع
:
الإشاعة 4 - نزار ب. الزين
عرض مشاركة واحدة
03-17-2011, 08:40 PM
المشاركة
6
محمد محضار
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Jan 2011
رقم العضوية :
9663
المشاركات:
402
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين
إشاعة 4
إشاعة مضحكة
أقصوصة : نزار ب.الزين
*
إثر
إحدى الهجمات الشرسة لمغتصبي الأرض من بني صهيون ، فقدت أم خليل الزوج و الأخ كما فقدت البيت و الأرض ، و لكنها تمكنت بعد رحلة شاقة من النجاة مع ولديها خليل و عائشة ، و الإنضمام إلى اللاجئين في عاصمة إحدى بلدان بني يعرب ..
و على العكس من قريناتها إستطاعت تحويل فجيعتها و فجيعة شعبها إلى طرائف ساخرة ، فأخذت تروي مواقف ضاحكة حصلت أثناء الحصار ، و خلال رحلة الفرار ، و ظروف اللجوء ؛ بشكل لوذعي يضحك من يسمعها و هو يبكي ، كما اشتهرت بتدبير المقالب الطريفة ..
و ذات يوم و بينما كانت تتمشى في السوق الكبير متجهة إلى عملها كخادمة غير مقيمة
( لفّاية )
في أحد بيوت الأغنياء ، لمحت واحدة من معارفها ، فأخبرتها و قد عقدت حاجبيها علامة الجدِّية :
<< الدوليون* سيوزعون عصر اليوم إعاشة* ، ألا تدرين ؟ >>
ثم أكملت طريقها و هي تضحك في سرها ...
و في طريق عودتها من بيت مخدومها عصر ذلك اليوم إلى حيث تقيم ، شاهدت أعدادا كبيرة من إخوانها اللاجئين في طريقهم نحو مركز المدينة و كل منهم يحمل ما لديه من أكياس فارغة ، سألت أحدهم فأجابها :
<< الدوليون يوزعون إعاشة ، ألا تدرين ؟ >>
ثم أكدت لها سيدة أخرى الخبر ثم ثالثة ثم رابعة ..
هُرعت أم خليل إلى مسجد الحارة القديمة حيث أسكنوها و ولديها و آخرين ، و رغم تعبها الشديد ، حملت ما إدخرته من أكياس فارغة ، ثم أسرعت الخطى نحو مكتب الدوليين ..
-------------------------------
*
الإعاشة
:
حصص من المواد الغذائية
الجافة و المعلبة توزعها الأمم المتحدة- من حين لآخر
-
على اللاجئين الفلسطينيين
.
*
الدوليون
:
موظفو وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة
.
-------------------------------
*نزار
بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع
:
www.FreeArabi.com
أخي بهاء كعادتك تظل الروح القومية حاضرة في نصوصك السردية بشكل كبير ، هنا نقرألك نصا يتميز بقوة التكثيف والتركيز ، ويعتمد على المفارقة ، في تطوير الأحداث وبناءها ، أم خليل الشخصية الرئيسية في النص ، أطلقت الإشاعة ، وصدقتها عندما دارت وعادت إليها ، فهي إذن أشبه بالصادي الذي يلهث خلف السراب .........مودتي أيها القاص المجيد
رد مع الإقتباس