عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2011, 07:40 PM
المشاركة 189
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (23)



إِلَى صَغيْرَة



في ضميري تُحرقُ الآلامُ ذكراكِ المريرة
يا نداءَ الزَّيفِ يروي قصَّةَ الغدرِ الخطيرة
يا حصادَ الشوكِ والآلامِ في حرِّ الظَّهيرة
سوف أَطوي دفترَ الأمسِ وقد أمحو سطورَهْ
وأصوغُ اليومَ شعري تحتَ عنوانِ (صغيرة)

* * *

خبِّريني أيُّ أنثى أنتِ لـــــــولا أُغنياتي
خبِّريني أيُّ حُسنٍ فيكِ لـــــولا أُعطياتي
أنا من صاغكِ وهمـاً من فنونٍ مُغرياتِ
أنتِ لولا صدق ما عانيتُ مثل الأُخرياتِ
فلتعــــودي مثلمـــا كنــتِ فقد عُدْتُ لِذاتي

* * *

أنا منْ أحرقتُ في عينيـــــكِ أغلى أمنياتي
ونسجتُ الطُّهرَ ثوباً من حـروفٍ طاهراتِ
كُنتِ في سرِّي وجهري وصيامي وصلاتي
ربَّةَ الشــــعرِ وإلهامــــي ومَجلى خاطراتي
فاخلعي ثوبَ العذارى أنتِ أمُّ ((العابثاتِ))

* * *

أيُّ حلْمٍ مرَّ لم يحســــبْ له العمرُ حســــــابا
عشتُ فيهِ الحبَّ إخلاصاً وغدراً واضطرابا
كلُّ ســــرٍّ كان فـــي عينيكِ أضنـاني ارتيابا
غِبتُ في عينيكِ عن ذاتـــي وأحرقتُ الشَّبابا
وزرعتُ الأمسَ شــــهداً وجنيتُ اليومَ صابا

* * *

لن أقولَ الشِّعرَ في عينيكِ لا ..لا .. لن أقوله
غاضَ نبعُ السـحرِ في عينيكِ لم يروِ الخميلة
وغَفتْ فيكِ أســـــاطيــرُ الهوى تحتَ الرذيلة
وغدتْ كلُّ المعانـــي فــي معانيــــــــكِ قتيلَة
سنَّةُ الكــــونِ تــــجلَّتْ يتبــــعُ الفرعُ أصولَه

* * *

كم أقمتُ الليلَ في ذكراكِ شوقاً وابتهالا
ولَكَــــمْ سبّــــَحتُ في عينيكِ للهِ تعالــى
وادَّعيتِ الطُّهرَ والعفَّةَ مَكـــراً واحتيالا
فاسأليني كيف يغدو الحبُّ وهماً وخيالا
بفمي ألفُ جوابٍ لِمَ أغفــــــلتِ السؤالا

* * *

أظلمتْ حتى حروفُ الشعرِ في وجهِ الرياءِ
عندما الغدرُ تبدَّى منــــــــكِ يهزَا بالوفاءِ
قصةٌ خُطَّتْ بسِفرِ الـــــحبِّ أملاها غبائي
وحديثٌ ماتَ فيهِ السِّــحرُ مخنوق الضِّياءِ
عندليبــــــاً كنتُ أشـــدو يا صيـاحَ الببّغاءِ

* * *

مثلمـــــا صُغْتُكِ بالأمـــسِ ضياءً من لهيبي
مثلمـــا أهديتُكِ الفجـــرَ المُندَّى من شُحوبي
مثلمـا ألبستُكِ الطُّهـــــرَ وأُلبــــــِسْتُ ذنوبي
سوف أنضو كلَّ سِترٍ عنكِ يا كهفَ العيوبِ




29-5-1975