الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
03-13-2011, 04:36 PM
المشاركة
187
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (21)
صَوْتُ الثَّأْرِ
بعد نكسة حزيران
ضَمِّدِ الجُرحَ يا أخي وتجلَّدْ
واسلُكِ الدربَ للعلى وتمرَّدْ
واهجرِ اليأسَ والخضوعَ وشيِّدْ
فوقَ هامِ الخلودِ صرحاً مُمرَّدْ
مِرجَلُ الحقدِ في صدورِ الأعادي
يطبُخُ السُّمَّ فلتكوننَّ أحقدْ
قد ضللنا الطريقَ يومَ مَضينا
شِيَعاً في لقاءِ خصمٍ موحَّدْ
* * *
العدوُّ اللئيمُ شادَ حصوناً
في حِمانا ولم يزلْ يتوعَّدْ
والسُّكونُ العميقُ رانَ فقَومي
أظلمَ الحسُّ فيهُمُ وتبلَّدْ
يا لإرثِ الجدودِ أضحى مقاماً
للأعادي وكلُّ شبرٍ تهوَّدْ
والمروءاتُ بالمفاسدِ ذابتْ
جيلنا اليومَ فاقدُ العزمِ مُقعَدْ
ملءُ أشداقهِ الملذَّاتُ سُحقاً
أُيُّها الجيلُ إنَّ وجهكَ أسودْ
أعصلُ النابِ* بين قومكَ لكنْ
في لقاءِ العدوِّ بالساحِ أدردْ
تمضغُ الزَّيفَ غارقاً في خِضَمٍّ
من ذميمِ الصفاتِ بالسُّخفِ مُزبدْ
ثم تحسو بهارجِ العصرِ صاباً
زائغَ القلبِ يا غويُّ مُعقَّدْ
تائه الفكرِ خابطاً في ظلامٍ
تهجُرُ النورَ والحقيقةَ تجحدْ
مُثخناً بالجراحِ تنزفُ سُمَّاً
وجراحُ النفوسِ أضنى وأنكدْ
ثم تغفو على الجراحِ هزيلاً
تندبُ الحظَّ مُهطِعاً تتوجَّدْ
كيف ترضى الحياةَ عبداً وعهدي
بسليلِ الإباءِ والمجدِ سيِّدْ
كيف ترضى الجحودَ والذُّلَّ حتى
أشفقَ الذلُّ أن يراكَ مُصفَّدْ
* * *
أَلهاثاً خلفَ الحضارةِ تقضي
يومَكَ المرَّ لا تفكِّرُ بالغدْ
قم توحَّدْ وجدِّدِ العهدَ واضربْ
إن عشقتَ العلى بكلِّ مهنَّدْ
قمْ تحدَّ المنونَ فالموتُ أهنا
من حياةٍ بها الحقيقةُ تُوْأَدْ
واحطمِ القيدَ وانطلقْ كشواظٍ
آنَ للبغيِ أن يموتَ وتولَدْ
قُمْ تحدَّ الجراحَ أنتَ حرِيٌّ
بالتَّحدي وذي جراحُكَ تشهدْ
لستُ أخشى عليكَ ميْتةَ حُرٍّ
فاغسلِ الأرضَ بالدماءِ تُخلَّدْ
ليسَ عاراً إذا قضيتَ شهيداً
إنَّما العارُ أن تعيشَ مُقيَّدْ
* * *
أُمَّةَ العُربِ أَنجدينا بجيلٍ
يعربيِّ الإبا إذا الخصمُ عربدْ
أنجدينا بخالدٍ وضرارٍ
يركعُ الخصمُ إن حَمَلْنا ويسجدْ
أنجدينا بطارق بن زيادٍ
أرهفَ الفتح سيفه فتجرَّدْ
نحنُ جيلُ الفسادِ يبهرنا الزَّيـ
ـفُ ويغري أبصارَنا كلُّ مشهدْ
كم فتحنا أبوابَنا لدخيلٍ
أجنبيٍّ وبابُ فتحكِ مُوصدْ
كم حملنا معاولَ الهدمِ لؤماً
وهدمنا أساسَ صرحٍ مُشيَّدْ
كم عقدنا الراياتِ من كلِّ لونٍ
وبُنودِ الفداءِ تُطوى وتُبعَدْ
فانكفأنا وراحَ يفتكُ فينا
مخلبُ السُّمِّ كيفما شاءَ سدَّدْ
وحملنا إليكِ عاراً جديداً
أحرقَ القلبَ يا " حزيران " فاشهدْ
* * *
يا رُفاتَ الجدودِ في القدسِ صبراً
إنْ صُلِيتِ اللظى وأُحرقَ مسجدْ
سوف يصحو على روابيكِ فجرٌ
وترفُّ المُنى ويَسطعُ فرقدْ
سوف تشدو بلابلُ الروضِ مهما
طالَ فيه النعيبُ واغتيلَ مُنشِدْ
فغداً نغسلُ الضميرَ ونمضي
وبنودُ الفداءِ للنصرِ تُعقَدْ
لن يموتَ الجهادُ والعربُ فيهم
قَبَسٌ من ضياءِ عيسى وأحمدْ
1968
أَعصلُ الناب .. مِعْوَجُّ الناب
رد مع الإقتباس