الموضوع
:
شتاتك .. المُحلق بي ..!!
عرض مشاركة واحدة
03-12-2011, 10:04 PM
المشاركة
60
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
May 2009
رقم العضوية :
6969
المشاركات:
2,001
* العاصفة - النهاية ( 5)
- كنتُ في رعاية عمي الطيب ..ولكن زوجته لم تكن تريدني , فاستخدمتني عندها كخادمة , ثم ضربتني وطردتني عندما كسرتُ لها آنية نفيسة للطعام ..
أخذت الملامح تتضح لي تدريجيا , إنه هو يباغتني كالعادة , يسير نحوي بتؤدة وكبرياء كما هو دأبه , أجل إنه هو .. أو أني أُهذي تحت قيظ الأحزان ..
- وأين ستذهبين الآن ؟
قلت بصوت متهدج .. وبحدقات تتبع الشبح الذي يتجول في كل الأنحاء ..
- لا أدري يا سيدة .. مصيري مجهول ..
أجابتني بانكسار وجعلتني أنتفض لكلمة " المجهول "
- أليس هناك من تلجأين إليه غير عمك وزوجته ؟
سألتها .. والطيف ألاحقه بأهداب مقرحة , إذ توارى خلف كومة من الياسمين متلحف زئير الريح .. وملوح لي بالحنين ..
- لا أعرف أحد سيدتي ..تمتمت بيأس .. وأردفت :
- إلى من تلجأ فتاة مثلي بعد الله ؟
أجل .. إلى من تلجأ مثلي ومثلك بعد الله يا أحلام , إلى من نلوذ والدنيا حولنا كهذه العاصفة التي مازالت تجتاح المدينة ؟
- هل أنتِ متزوجة يا سيدتي ؟
صفعني سؤالها , فارتبكت .. وتلاشت كل محاولاتي بالصمود , فقلت أتشبث - متلعثمة - ببقايا لهاث :
- أنا ؟ .. أجل .. لا .. أقصد كنت متزوجة ...
رنت نحوي بنظرة حائرة وقالت :
- سيدتي , أتسمحين لي بالمبيت هنا الليلة .. فالوقت قد تأخر وأخاف ذئاب الطريق ..
رحت أتأملها بدوري , أول مرة أكتشف ذلك السحر العميق في عينيها , وللمرة الأولى أجدني أنجذب نحوها بطريقة عجيبة , كان قنديل الشرفة الخافت قد سطع على جبهتها بضوء جانبي
منحها جمالا أخاذا .. فبدت شبيهة بالطبف الذي لم يكف عن التسكع في حديقتي , مخلوق رائع .. ومغرق بالأوحال ..
- ولكن ..
همست وأنا أفكر بسريرتي قلقلة في " ذئاب الطريق "
- أرجوك يا سيدتي .. سأكون خادمة لك ..
- لا .. لا تقولي هذا ..
نهرتها بحدة , مستديرة بجسدي إلى الناحية الأخرى من الجدار حتى أستند عليه وأكون في مواجهتها .. ثم بعبارة مصيرية إذ تباغتني ظلال الوحدة قلت :
- بل ستكونين مثل ابنتي ..
وتمتمت وأنا أتأمل الطيف الذي يجوب باحتي وعمري وحدقاتي ..
- غدآ سأتصل بعمك للإتفاق معه ..
ثم أنا أصحب الصغيرة إلى الداخل :
أجل ستكونين إبنتي يا أحلام ..
رد مع الإقتباس