الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
03-12-2011, 04:15 PM
المشاركة
184
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (18)
أَغْرَقتُ أَحْلامِي
أَغرقتُ أحلامي ببحرِ شقائي
ونسجتُ من ليلِ الهمومِ ردائي
أحيا بلا أملٍ يداعبُ مهجتي
وأحسُّ أوردتي بغيرِ دماءِ
سُحُبٌ من الآلامِ تُمطرُ في دمي
يأساً وتتركُني بغيرِ رجاءِ
فيشبُّ في نفسي الشقاءُ وتكتوي
كلُّ الأماني في جحيمِ شقائي
* * *
كفَّنتُ آلامي بليلِ كآبتي
ودفنتُ طفلَ السعدِ في صحرائي
وزرعتُ أوهاماً رويتُ جذورَها
بدمي فأينعَ غرْسُها ببلاء
تتراقصُ الأشباحُ في أغصانِها
إنْ نُبِّهَتْ بالفجرِ والأنداءِ
في كلِّ زاويةٍ بحقلِ غراسِها
صُورٌ من الكتمان والإدلاءِ
وأنا أَهيمُ .. أَهيمُ بين رموزِها
فوضوحُها وقفٌ على الشُّعراءِ
ما بين معجزةِ القريضِ وسحرِها
صِلةٌ تشدُّ الجسمَ بالأعضاءِ
فلرُبَّ قافيةٍ إذا أنشدتُها
عانى خليُّ القلبِ من بُرَحائي
* * *
أستغفرُ الآلامَ تشربُ من دمي
فتثيرُ زَيفَ العطفِ في أعدائي
أنا لن أكونَ مثارَ عطفٍ كاذبٍ
يولي الأذى وشماتةَ اللُّؤماءِ
أنا إن أَكُنْ في الأرضِ غيَّبتُ المُنى
فغداً سأركزُ في السماءِ لوائي
ما ضرَّني فقدُ المدادِ وريشتي
فأصابعي موجودةٌ ودمائي
في كلِّ صبحٍ لي مكائدُ عاشقٍ
تلقى نهايتَها مع الإمساءِ
ما خنتُ من أهوى ولكنْ خانني
كلُّ الذين أًنرتُهُمْ بضيائي
* * *
أنا شمعُ من أهوى أضيءُ ظلامَهُ
وأعيشُ في كهفي وفي ظَلمائي
أَهبُ الضياءَ وأكتوي بلهيبهِ
ودخانُهُ أبداً بأُفْقِ سمائي
أَصْفيْتُ أحبابيْ الودادَ فأَرجفوا
أنِّي أبيعُ الحبَّ في الأحياءِ
لم يدركوا أنِّي نذرتُ لحبِّهم
رُوحي ورُمْتُ حياتَهم بفنائي
* * *
كم كنتُ مخدوعاً بسحرِ عيونِهم
حتى تحوَّلَ سحرهُم لرياءِ
أحببتُهم .. نزَّهتُهم .. ورفعتُهم
فوقَ السُّهى لمعارجِ الجوزاءِ
قد يخطئُ القلبُ المعذَّبُ مرةً
ويضلُّ بحرُ الشعرِ بالشعراءِ
حتى إذا بدتِ الحقيقةُ كالضُّحى
وجلا الوضوحُ الشكَّ بعد خَفاءِ
أَنصفْتُ أحبابي الذين هجرتُهم
جهلاً وعُدْتُ بخَيبتي وحَيائي
فلعنتُ قافيتي التي حمَّلتُها
بالأمسِ كلَّ صبابتي وصفائي
وشددتُ أوتاري وقلتُ لمن أبى
حبِّي وحمَّلني على أشلائي
يا منْ سكبتُ لكم دمي ومدامعي
وتلوتُ فيكم آيتي ودعائي
إنِّي لأغفرُ جهلَكم بمشاعري
فمشاعري تسمو على السُّخفاءِ
سامحتُكُمْ ألفاً وعُدْتُ لمن وعى
حبِّي وآثرني بكلِّ ثناءِ
1983
رد مع الإقتباس