عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:24 PM
المشاركة 183
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (17)




الضِّياءُ المُقَدَّسُ




ما لعينيكِ تَغزوانِ فؤادي
تَسلباني الكرى وطيبَ الرُّقادِ


كلَّما لُذْتُ بالسريرِ تراءى
ضوءُ عينيكِ مُمْعِناً باتِّقادِ


عبثاً أدفعُ السُّهادَ ولكن
دفعَ صيدٍ لقبضةِ الصيَّادِ


فأراني وقد تعذَّرَ نومي
دائمَ الصَّحْوِ راغباً في ازديادِ


أتمنَّى لو أنَّ طيفَكِ يدنو
من سريري ويستبيحُ وِسادي


* * *

يا ندى الأمنياتِ في صيفِ عمري
يا ضيائي في حالكاتِ السَّوادِ


قيِّديني بالنورِ قيداً حنوناً
واصلُبيني على رحيقِ الوِدادِ


كيف لا أعشقُ القيودَ ورُوحي
من ضياءٍ مُقدَّسٍ في اعتقادي


* * *

يا لعينيكِ والربيعُ تهادى
يسرقُ اللونَ منهما في اتِّئادِ


أرشديني إليكِ قبلَ ضياعي
فطريقي محفوفةٌ بالأعادي


وحياتي لو تعلمينَ جحيمٌ
وصُراخٌ يضيعُ في بطن وادِ


في صحارى الضياعِ ضيَّعتُ عمري
باحثاً بين رملِها والقَتادِ


يتهاوى على الرمالِ طموحي
وعلى الشوكِ يستفيقُ جِلادي


كلَّما صُغْتُ للشفاءِ قصيداً
أوغلَ الجرحُ في صميمِ فؤادي


* * *

أنجديني بلهفةٍ من حنانٍ
خلِّصيني من مُوحشاتِ الرَّمادِ


وامنحيني الأمانَ إنْ بُحتُ يوماً
واهجري الخوفَ واسمعي إنشادي


آنَ للمُوجعِ المُسهَّدِ جفناً
أن يرى النومَ بعد طولِ السُّهادِ




1995