عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:38 AM
المشاركة 81
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الرجل والبحر




أيها الإنسان الحر ستحب البحر دائماً


فالبحر مرآتك تتأمل نفسك


في انبساط أمواجه غير المتناهية


في حين أن روحك هاوية


لا يقل عنه مرارة


ومن دواعي سرورك


أن تغوص في أعماق صورتك


وتضمها بعينيك وذراعيك


وقلبك يلهو أحياناً بخفقانه


وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة


فأنتما غتمضان لا تبوحان


فيا أيها الرجل


لم يستطع أحد أن يسبر أغوار نفسك


ويا أيها البحر


لم يستطع أحد أن يعرف مقدار ثروتك


الدفينة في أعماقك


لحرصكما الشديد على كتمان أسراركما


ومع ذلك فإنكما تحتربان بلا شفقة ولا ندم


لأنكما تحبان كثيراً الموت والمجازر


يا أيها المتحاربان الأزليان


والأخوان اللذان لا يعرفان الهدوء


- - - - -






العدوّ




شبابي لم يكن سوى زوبعة قاتمة


اخترقته هنا وهناك الشموس اللامعة


فقد عبث المطر والرعد ببستاني


فلم يبقيا فيه إلا القليل من الثمار الذهبية


وها إن أفكاري قد بلغت خريفها


ولا بد لي من استعمال الرفش والمسلفة


لأعيد تنظيم هذه المزارع


التي غمرتها المياه


وحفرت فيها حفراً واسعة كالقبور


من يدري إذا كانت هذه الأزهار الجديدة


التي كنت بها أحلم


ستجد في التربة المغسولة كالرمل


الغذاء الرمزي الذي يبعث فيها النشاط


أيها الألم إن الزمن يُبلي الحياة


والعدوّ الغامض الذي ينهش قلوبنا


على دمنا المسفوح ينمو ويقوى




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار -جورجيت الطيّار




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)