عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:21 AM
المشاركة 75
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



شَعْر




أيها الشعر المجعّد حتى العُنق


أيتها الخصلات والعطر المحمّل بالكسل


أيتها النشوة:


لأجل أن أملأ المخدع المظلم


هذا المساء بالذكريات


الراقدة في هذا الشعر


يطيب لي أن أنفضه في الهواء


كما يُنفض المنديل


فآسيا الفاترة وإفريقية المحترقة


كل هذا العالم الغائب البعيد كأنه ميت


يحيا في أعماقك أيتها الغابة المعطرة


إن روحي تسبح في عطورك


كما تسبح الأرواح على أنغام الموسيقا


سأذهب إلى حيث الشجر


والإنسان الممتلئان نسُغاً


تتغشاهما إغماءة طويلة


من حرارة المناخ


فكوني الموجة التي تحملني


أيتها الضفائر القوية


فانت أيها البحر الأبنوسي


تحوي حلماً رائعاً


وأشرعة ومجدِّفين


ولهباً وصواري


أنت المرفأ الشهير


الذي تستطيع فيه نفسي


أن تعُبَّ العطر والضوء واللون


بجرعات كبيرة


وتستطيع فيه السفن المنسابة


فوق الذهب والضياء


أن تفتح ذراعيها الواسعين لتعانق


مجد سماء نقية


ترتجف فيها الحرارة الأزلية


سألقي برأسي المولع بالسُّكرْ


في هذا الخضمِّ المظلم


وروحي الصافية


التي يهدهدها اهتزاز الأمواج


ستعرف كيف تعثر عليك


يا فتوراً خصباً


ويا هدهدةً من الفراغ المعطر


ليس له نهاية


أيها الشعر الأزرق


والرواق المفروش بالظلمات


جعلت زرقة السماء تبدو لعيني


هائلة مستديرة


فعلى زَغَب أطراف خصلاتك المبرومة


أسكر بالروائح المختلطة المنبعثة


من زيت جوز الهند والمسك والغار


ويدي تنثر دائماً وملياً في شعرك الكثيف


اليواقيت واللآلئ حتى لا تصمّي أذنيك


عن نداء رغباتي


ألستِ الواحة التي بها أحلم


والقارورة التي منها أعبّ


بجرعات كبيرة


خمرة الذكريات





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)