عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:18 AM
المشاركة 74
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




جيفة


((une charogne))



أتذكرين يا نفسي الشيء الذي رأيناه


ذات صباح صيفي منعش


على منعطف طريق ضيق


هذه الجيفة الكريهة


الراقدة على سرير من حصى


ساقاها إلى الأعلى كالمرأة الشبقة


تحترق وتنفث السموم


وتكشف عن جوف مفعم بالروائح المنتنة


بقحة وبغير اكتراث


كانت الشمس تضيء فوق هذا العفن


كأنما تريد أن تنهي طهوه


لتعيد إلى الطبيعة العظيمة


أضعاف ما جمعته منها


كانت السماء تنظر إلى الهيكل الرائع


كأنه زهرة متفتحة


والنتن من شدته كان يبعث على الإغماء


فوق العشب والذباب يطوف


فوق هذا البطن المتعفن


الذي كانت تخرج منه كتائب الدود الأسود


منسابة كالسائل الكثيف


على جانبي هذه المِزَق الحية


كل ذلك كان يهبط ويصعد كالموج الهادر


أو يندفع وهو يحتدم


كأني بهذا الجسد المنتفخ بنسمة غامضة


يعيش ويتكاثر


هذا العالم كان يردّد موسيقا غريبة


كأنها الماء الجاري والريح


أو حبة القمح يحركها ويديرها غربال


كانت الأشكال تمّحي كأن لم تكن إلا حلماً


أو خطوطاً أولية تبطئ في الظهور


على لوحة منسية يحاول الفنان


إكمالها من الذاكرة


ووراء الصخور كانت كلبة قلقة


تنظر إلينا بعين حانقة


وهي تتحين الوقت الملائم


لتأخذ من الجثة القطعة التي تركتها


فيا نجمة عينيّ وشمس دنياي


يا ملاكي وهواي


ستصبحين يا مليكة المفاتن


يا شبيهة بهذه الجيفة


بعد تلقيك الأسرار الأخيرة


عندما ترحلين وترقدين


تحت العشب والزهر


لتتحللي بين الرفات


عندها يا حسنائي قولي للديدان


التي ستلتهمك بقبلاتها


إني قد احتفظت


بالشكل والجوهر الإلهي


لغرامياتي التي تحللت





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)