عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 10:15 AM
المشاركة 73
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




الأفعوان الراقص


((le serpent qui danse))




أيتها العزيزة اللامبالية


كم أحب أن أرى في هذا القدّ الرائع


تلؤلؤ بشرته كم يتلألأ ثوب هفهاف


وكم أحب أن أرى في شعرك الكث المجعّد


المضمخ بالعطور الفاغمة


ذلك البحر العَطِر التائه


بأمواجه الزرقاء والسمراء


وكالسفينة التي تستيقظ مع رياح الصباح


تتهيأ نفسي الحالمة للإبحار نحو سماء بعيدة


عيناك اللتان لا تنمان عن شيء من حلو ومرّ


هما حليتان باردتان فيهما يختلط


الذهب بالحديد


فمن يرى وقع خطوك على جمال سجّيته


يظنُّ أفعواناً يرقص فوق رأس عصا


وتحت عبء فتورك يتمايل رأسك الطفل


تمايل فيل صغير


وقدك بانحنائه وتطاوله يشبه


سفينة رشيقة تنساب من شاطئ لشاطئ


وتغرس دواقل صاريها في الماء


وكما يرتفع الموج من ذوبان الثلوج الهادرة


هكذا يرتفع فوق ثناياك الرضاب


وأنا يخيّل لي أني أعبه خمرة بوهيمية


هذه الخمرة القاهرة


كأنها سماء سائلة


تنثر في قلبي النجوم




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)