عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 09:33 AM
المشاركة 56
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





الحليّ


les bijoux




كانت الحسناء الغالية عارية


ولما كانت تعرف ما أحب


لم تحتفظ إلا بحليها الرنان


وقد خلع نفيسه عليها


هيئة المنتصرين التي كانت


للعبيد البرابرة في أيامهم السعيدة


هذا العالم المُشع من المعدن والجواهر


عندما يلقي وهو يرقص


صليله الحيّ الساحر


يسحر روحي


وأنا أحب حتى الجنون


الأشياء التي يختلط


فيها الصوت وبالضوء


كانت مضطجعة ومستسلمة للحب


ومن أعلى أريكتها كانت تبتسم بارتياح


لحبي العميق اللذيذ


الذي كان يتصاعد نحوها


كما تتصاعد أمواج البحر نحو الشاطئ


كانت تحدّق فيّ بنظرة تائهة حالمة


كالنمر المُروَّض وتجرب أوضاعاً


اختلط فيها العُهْر بالطهْر


فخلع على تقلباتها سحراً جديداً


وذراعاها وساقاها وفخذاها وخصرها


المصقولة كالزيت والمتموجة كالبجعة


كانت تتابع أمام عينيّ الصافيتين الهادئتين


أما بطنها وثدياها, عناقيد كرمتي الشهية


فقد كانت تتقدم نحوي


أكثر غنجاً من ملائكة الشرّ


لتعكر السكينة التي تعيش فيها نفسي


ولتزيحها عن صخرة الكريستال


التي تربَّعت عليها وحيدة هادئة


كنت أخالني أرى صورة جديدة


تجمع بين ردفي ظبي وجذع يافع أمرد


من كثرة ما كانت قامتها تبرز وركها


وعلى لونها الأشهب الأسمر


كانت زينتها رائعة


فعندما مات ضوء المصباح


ولم يبق ما ينير الغرفة سوى نار الموقد


كان جلدها الذي هو بلون العنبر


يغرق بالدم في كل مرة


كانت تنطلق فيها زفرة مشتعلة





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)