الموضوع
:
شارل بودلير .. Charles Baudelaire
عرض مشاركة واحدة
03-11-2011, 09:33 AM
المشاركة
56
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8808
المشاركات:
2,577
الحليّ
les bijoux
كانت الحسناء الغالية عارية
ولما كانت تعرف ما أحب
لم تحتفظ إلا بحليها الرنان
وقد خلع نفيسه عليها
هيئة المنتصرين التي كانت
للعبيد البرابرة في أيامهم السعيدة
هذا العالم المُشع من المعدن والجواهر
عندما يلقي وهو يرقص
صليله الحيّ الساحر
يسحر روحي
وأنا أحب حتى الجنون
الأشياء التي يختلط
فيها الصوت وبالضوء
كانت مضطجعة ومستسلمة للحب
ومن أعلى أريكتها كانت تبتسم بارتياح
لحبي العميق اللذيذ
الذي كان يتصاعد نحوها
كما تتصاعد أمواج البحر نحو الشاطئ
كانت تحدّق فيّ بنظرة تائهة حالمة
كالنمر المُروَّض وتجرب أوضاعاً
اختلط فيها العُهْر بالطهْر
فخلع على تقلباتها سحراً جديداً
وذراعاها وساقاها وفخذاها وخصرها
المصقولة كالزيت والمتموجة كالبجعة
كانت تتابع أمام عينيّ الصافيتين الهادئتين
أما بطنها وثدياها, عناقيد كرمتي الشهية
فقد كانت تتقدم نحوي
أكثر غنجاً من ملائكة الشرّ
لتعكر السكينة التي تعيش فيها نفسي
ولتزيحها عن صخرة الكريستال
التي تربَّعت عليها وحيدة هادئة
كنت أخالني أرى صورة جديدة
تجمع بين ردفي ظبي وجذع يافع أمرد
من كثرة ما كانت قامتها تبرز وركها
وعلى لونها الأشهب الأسمر
كانت زينتها رائعة
فعندما مات ضوء المصباح
ولم يبق ما ينير الغرفة سوى نار الموقد
كان جلدها الذي هو بلون العنبر
يغرق بالدم في كل مرة
كانت تنطلق فيها زفرة مشتعلة
ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار
هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟
- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
رد مع الإقتباس