عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2011, 09:04 AM
المشاركة 46
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




خمر لقاطي الخِرَقَ


le vin des chiffonniers




على ضوء مصباح الشارع المحمرّ


الذي تتلاعب بفتيله الريح


وتصفع فيه الزجاج


وفي قلب ضاحية قديمة


تشبه المتاهة الموحلة


فيها يزدحم الناس بصخب


وضجيج عاصفين


يقبل لقاط الخرق وهو يهزّ رأسه


ويصطدم بالجدران ويضربها كأنه شاعر


دون أن يلقي بالاً إلى الوشاة من أتباعه


ليسكب ذوب قلبه في مشاريع مجيدة


فيقسم الإيمان ويملي أسمى القوانين


يصرع الخبثاء ويأخذ بيد الضحايا


وتحت السماء الممتدة كالسرادق المعلق


ينتشي بروائع فضائله الشخصية


أجل إن هؤلاء الذين أرهقتهم


هموم العائلة وطحنهم الكدح


وعذبتهم السنون


وقصمت ظهورهم المحنية


تحت أكداس النفايات


التي قذفتها باريس الهائلة من جوفها


سيعودون وقد ضمّختهم عطور الدّنان


يتبعهم رفاق بيّضت نواصيهم المعارك


تتدلى شواربهم كأعلام قديمة


وتنتصب أمامهم


البيارق والزهور وأقواس النصر


باحتفال سحري


وفي ضجيج هذه العربدة المتلألئة


للأبواق والشمس والصراخ والطبول


سيأتون بالمجد للشعب المنتشي بالحُبّ


هكذا تنثر الخمر عن طريق حلق الإنسان


وعبر مسيرة الإنسانية العابثة اللاهية


الذهب من منبعه الساحر


يفني مآثره ويسود بعطاءاته


سيادة ملك حقيقي


والله الذي أدركه الندم


صنع النعاس ليغرق فيه أحقاده


هؤلاء العجائز المنبوذين ويهدهد


أحلامهم


فأضاف الإنسان إلى ذلك الخمرة


تلك الابنة المقدسة للشمس





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)