عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 10:05 PM
المشاركة 19
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الهر


lechat




هرّ جميلٌ قويٌ ناعمٌ يجوس في دماغي


كما يجوس في شقته


وعندما يموء تكاد لا تسمعه


فلرنين صوته رقة ورصانة


وسواء زمجر أم لان


فهو دائماً عميق الصوت غني النبرات


وهنا يكمن سرّ فتنته


صوته الذي يقطر ويتسرب إلى أعماقي


يملؤني كالشِّعر ويُسكرني كالرحيق


يسكِّن في نفسي أقسى الآلام


ويحتوي على كل النشوات


ولكي يعبّر عن أطول الجمل


لا يحتاج مطلقاً إلى كلمات


وما من وتر يستطيع أن يعزف


على أوتار قلبي هذه الآلة المتقنة


وينتزع منه أشجى النغمات


سوى صوتك أيها الهر


الغامض الملائكي العجيب


هذا الذي يحوي


كل ما في صوت الملائكة


من رقة وانسجام


فمن شُقرة فروته وسمرتها


انطلق عبير بلغ من النعومة


أنه غمرني بالعطر ذات مساء


لمجرد أني لامسته مرة واحدة


إنه روح البيت الأليف


يقضي ويرأس ويلهم


كل شيء في امبراطوريته


أفيمكن أن يكون جناً؟


أفيمكن أن يكون إلهاً؟


وعندما تشَدّ عيناي نحو هذا الهر


الذي أحبه كأنما جذبهما مغناطيس


ترتدان طائعتين لتتأملا داخلي


فأرى وأنا مأخوذ


أنوار حدقتيه الشاحبتين


تتأملني محدّقة


كأنها السُرُج المضيئة


واللآلئ المتألقة




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)