عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 10:02 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




نشيد خريفي


chant d'automne






سنغوص قريباً في الظلمات الباردة


فوداعاً يا تلألؤ أضواء


أيام الصيف القصيرة


إني لأسمع من الآن


سقوط الحطب على البلاط


كأنه إيقاع أنغام جنائزية


سيتغلغل الشتاء كله في كياني


غضب, حقد, هول, أشغال شاقة


وكالشمس في جحيمها القطبي


سيكون قلبي كتلة حمراء من جليد


صوت كل حطبة تسقط


يشعرني بقشعريرة


وصدى بناء المشنقة


لن يكون أقوى


فكري يشبه البرج الذي ينهار


تحت ضربات قرون تيس هائل


لا يعرف التعب


يخيل لي وهذا القرع الرتيب يهدهدني


أنهم يغلقون مسرعين بالمسامير


نعشاً في مكان ما لمن؟


بالأمس كان الصيف


واليوم جاء الخريف


هذه الضجة الخفية


تدق كأجراس الرحيل


أحب في عينيك الواسعتين


أيتها الجميلة


هذا النور المخضوضر


لكن كل شيء في فمي


مرّ المذاق


لا شيء! لا حبّك

ولا غرفتك لا موقدك


كلها لا تساوي في نظري


الشمس المتلألئة على البحر


ورغم ذلك أحبيني


يا ذات القلب الحنون


كوني لي أماً


على الرغم من خبثي وعقوقي


وسواء كنت عشيقة أم شقيقة


كوني الحلاوة السريعة الزوال


لخريف مجيد وشمس غاربة


المهمة قصيرة الأمد


فالقبر ينتظرني شَرِهاً


آه دعيني ألقي بجبهتي


على ركبتيك


لأتذوق الشعاع الشاحب


الناعم لآخر الخريف


وأنا أتحرق ندماً على الصيف


الناصع المحرق






ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)